المقالات

بغداد بين اللاموقف وسوء الموقف..! 


  منهل عبد الأمير المرشدي ||     Manhalalmurdshi@gmail.com إصبع على الجرح .   برغم اننا كما هو كل بشر سوي ضد الحرب شكلا ومضونا خصوصا ونحن في العراق عشنا ويلاتها زمن الدكتاتور المقبور من دمار وخراب وحصار وما شهدناه في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي إلا إننا تفاجئنا وتفاجأ العراقيون جميعا من موقف العراق في مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة بالإمتناع عن التصويت بالتنديد بروسيا وتحميلها تبعات الحرب القائمة مع اوكرانيا .  كان هذا الموقف يمثل وقفة مهمة في تأريخ العملية السياسية في العراق بعد سقوط الصنم على اعتبار ان اللاموقف في السياسة هو موقف بحد ذاته فالإمتناع عن التصويت على القراريعني اولا واخيرا عدم تأييد ما يحتويه القرار هذا فضلا عن السطوة المعروفة للسفارة الأمريكية على الحكومة العراقية ورئيسها مصطفى الكاظمي وهو ما جعل الموقف اكثر جذبا وتميّزا وشدا للإنتباه وهو ما يزيد الأمر غموضا وضبابية ستفصح الأيام عن خفايه لاحقا .   ذلك الموقف الرسمي العراقي القوي والمهم تلاشى ويبدو هزيلا إزاء قضايا اهم للعراق واخطر في المساس بأمنه القومي ابتداءا من الإحتلال التركي لمئات الكليومترات من الأراضي العراقية في الشمال والقواعد التركية هناك اضافة الى القصف اليومي الذي يطول دهوك وسنجار وشرق اربيل وغيرها حيث يسود الصمت المطبق والتجاهل التام فلا موقف ولا هم يحزنون بل على العكس من ذلك فإن العلاقات العراقية التركية في احسن احوالها والإقتصاد التركي يعتمد في دعم الدخل القومي من الصادرات الى الأسواق العراقية بما يزيد عن عشرين مليار دولار سنويا فضلا عن الإستثمارات الهائلة للشركات التركية العاملة في العراق .  لست ادري هل كل ذلك مكافئة للأتراك على عدوانهم المستمر علينا اضافة لمشاركتهم لمسعود البره زاني في تهريب النفط العراقي وتصديره الى (اسرائيل).  بقدر ما يبدو هذا الموقف متناقضا مع الموقف العراقي ازاء الحرب بين روسيا واوكرانيا فان الموقف من القصف الإيراني لمركز الموساد الإسرائيلي في اربيل يبدو اكثر غرابة كونه يخلوا من التوقف عند الإدعاء الإيراني بوجود مقرات اسرائلية في اربيل فلم يتوقف عند ذلك لا حكومة ولا برلمان ولم يضع المسؤولين في الإقليم في دائرة الإشتباه والإستدعاء انما تم التعامل مع الأمر بشكل تمثيلي هزيل من زيارة وفد نيابي لأربيل شربوا فيها الشاي في مقهى القلعة وعادوا بيقين ان ما شاهدوه هو مجرد بيت تم قصفه من قبل ايران من دون ان يسألوا على الأقل عن فحوى ابراج الإتصال الأربعة فوق سطح ذلك القصر المقصوف.  موقف آخر يندى له الجبين من وزارة الخارجية العراقية التي تعلم وترى وتدرك اي عدوان سعودي على اهل اليمن المظلومين واي خراب احدثته وشعبا قتلت اطفاله ونسائه وشيوخه لكنها راحت تنعق مع القطيع العروبي المأزوم في بيان استنكار (العدوان) الذي تتعرض له السعودية من قبل انصار الله ابطال اليمن الذي يدافعون عن وطنهم ضد العدوان الصهيو امريكي بتنفيذ سعودي اماراتي .  اي موقف هزيل ومخزي هذا وأي تناقض في هذه المواقف التي لاتشبه ما فيها كل ما فيها فمثلما التزمت بغداد الصمت وكأنها لا ترى ولا تسمع ما حدث من مجزرة اعدام الشباب من ابناء القطيف واليمن والبحرين وسوريا في السعودية كان عليها ان ترتضي موقف الإمتناع والتغليس عن كل ما يحدث حولنا .  نعم فإني ارى الموقف الأفضل والأستر للحكومة العراقية في ظل هذا الهرج والفوضى ان تكون ممتنعة عن التصويت على طول الخط صامتة طرشاء عمياء وهي في الآخرة عمياء كما هي في هذه الدينا والله بصير حكيم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
سامي : السلام عليكم وعلى العراق السلام في عام 1987عندما تعرضد عملات جنوب شرق آسيا إلى هجمه شرسه قام ...
الموضوع :
السياسات الأمريكية اللئيمة
سلمان راشد كاظم : منطقة الطالبية حي البيضاء محلة323 زقاق 64 نعاني منذ اكثر من خمسة اشهر بقيام صيانة حي البنوك ...
الموضوع :
قسم الشكاوى في كهرباء الرصافة يدعو المواطنين للاسهام في القضاء على الفساد الاداري
ابراهيم الاعرجي : ولماذا اساسا نربط مصيرنا بايران وامريكا .. لماذا تم انشاء محطات وقود غازية .. وكان بالامكان انشاء ...
الموضوع :
أمريكا تعرقل ارسال ديون إيران.. وصيف لاهب ينتظر العراق
احمد : كتاب جيد بارك الله في المؤلف ...
الموضوع :
حين يظمأ الماء كتاب يحمل قصائد الى الامام الحسين عليه السلام
ابن النجف الاشرف : نداء استغاثة الى السيد رئيس الوزراء محمد السوداني نرجو زيارة مدينة النجف الاشرف والاطلاع على المعتقلين مؤخرا ...
الموضوع :
السوداني يترأس اجتماعاً خاصاً بتطوير مطار بغداد الدولي
ابو رغيف : لم أجد في أي مكان ان السيد محمد شياع السوداني يحمل أي جنسية أخرى سوى ألعراقية لهذا ...
الموضوع :
السوداني والعامري يبحثان مسارات عمل الأجهزة التنفيذية وفق البرنامج الحكومي
حسن مجتبى بزّي : السلام عليكم ورحمة الله.. تحية لجناب الدكتور العزيز.. أرجو من جنابكم تأكيد المعلومة التي ذكرتموها حول وكالة ...
الموضوع :
وطنية السيد موسى الصدر
باسم السلمي : نعم ... رحم الله الشهيد السعيد المهندس الذي ضرب أروع الأمثال في البطولة والتضحية والفداء فكان ليثا ...
الموضوع :
تيار الشهيد أبو مهدي المهندس..!
ابو حسنين : وضع العرب مزري من حيث وجدوا في الارض في الجاهليه كانوا قبائل متناحره ومتشرذمه وحضارتهم السلب والنهب ...
الموضوع :
لماذا أوضاع العرب مزرية؟!
ر. ح. ن : مع شديد الاسف من يمثل المكون الشيعي من قادة وسياسيين لم يرتقوا الى مستوى يؤهلهم ليكونوا خداما ...
الموضوع :
الاطار اطارنا 
فيسبوك