المقالات

لا مشكلة لدى الإقليم بالعلاقة مع أسرائيل ..!

1538 2022-03-17

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

دأبت الأسرة البرزانية المتنفذة في أقليم كردستان على إقامة علاقات متميزة جدًا مع الكيان الصهيوني الغاصب ، وعلى مر التأريخ المعاصر . فقد دعمت المخابرات البريطانية الملا مصطفى البرزاني منذُ أربعينيات القرن الماضي عبر تسليحه وتدريبه ليكون خنجرًا في خاصرة الدولة العراقية التي لم تتضح معالمها وقت ذاك . وبعد تلك الحقب الزمنية توارث الأبناء ما خطهُ الآباء في سفر تلك العلاقة التي سارت على منحى زمني واضح .

لم يكن في متبنيات القادة الكورد أي ثوابت أسلامية فضلًا عن العربية ، وليس في وارد اهتمامها القضايا المركزية للأمة والتي تعتبر فلسطين المحتلة أهم قضايا الأمة الاسلامية المركزية . وذلك يأتي من العقد الدونية التي يشعر بها القادة الكورد وأولهم عائلة البرزاني التي دُعمت قديمًا وحديثًا من أجل أهداف بات القاصي والداني يعرف ماهيتها . اليوم وبعد إن قطع الغرب شوطًا كبيرا في تدعيم أركان الإقليم الشمالي ، واقتطاعه جغرافيًا ونفسيًا من الدولة العراقية ، بات مرتعًا خصبًا ، وملاذًا آمنًا لكل خارج عن القانون ، من بعثيين وغيرهم ممن وجد في الإقليم مبتغاه .

ومن باب رد الجميل ، إستضافت عائلة البرزاني الحاكمة على اراضي المحافظات الشمالية زمر أستخبارية ومخابراتية صهيونية تعمل على توجيه سهامها الى الداخل العراقي عبر توجيه مجنديها من البيشمركة الكردية التي قتلت بعض المتظاهرين في وقت سابق أيام تولي السيد عادل عبد المهدي رئاسة الحكومة العراقية وتجيير ذلك بعنوان الطرف الثالث الذي حير الرأي العام العراقي ، فضلًا عن التنصت التجسسي على قيادات الحشد الشعبي ، وقادة فصائل المقاومة.

كمًا إن تواجد الموساد الاسرائيلي شمال العراق كان الهدف الأبرز له هو مراقبة الأنشطة الايرانية بكل معطياتها وتجنيد وإرسال الجواسيس الى الداخل الايراني واستهداف أمنها القومي عبر تلك الخلايا التجسسية . نعتقد أن تمادي ساسة الإقليم في خرق الدستور العراقي الذي يجرم في مواده إقامة إي علاقة من أي نوع مع الكيان الغاصب ، بسبب الحكومات الفاشلة التي كانت تُنصب بأوامر امريكية واضحة لغض الطرف عن الإقليم وحكومتهِ التي أرهقت العراق اقتصاديا وأمنيًا وسياسيًا .

الرد الايراني الذي أستهدف وكر الافاعي في الشمال كشف للجمهور العراقي المؤامرة الكبرى التي تُحيكها الولايات المتحدة واسرائيل للنيل من العملية السياسية التي أُطرت بتحالف ثلاثي بين المكونين الكوردي  والسني إضافة إلى التيار الصدري ، الذي تحالف مع هؤلاء الشركاء الذين أُسندت لهم خطة تفتيت البيت الشيعي وجعلهِ أقلية صغيرة تُسلب منه مهمة الكتلة الأكبر في تشكيل الحكومة العراقية .

انقسام الرأي بين مؤيد للضربة الصاروخية ، ورافض لها ، أنما جاء بسبب الانقسامات الايدلوجية الرافضة والمؤيدة على حدًا سواء . والتي عملت دوائر المخابرات الغربية على ترسيخها في الوجدان العراقي على أنها أنتهاك صارخ للسيادة الوطنية ! متناسين عمدًا او سهوًا التواجد الاحتلالي التركي المتوغل هناك أكثر من 120 كم شمال العراق . فضلًا عن الاحتلال الامريكي الجاثم على صدور العراقيين منذ سنوات طويلة والذي تم طرده عبر القرار البرلماني بعدما انتهك السيادة الوطنية من خلال استهداف قادة النصر في بغداد .

نرى ان على القضاء العراقي اخذ دوره بمحاسبة قادة المحافظات الشمالية الذين استجلبوا الخلايا التجسسية لقيامها بأنشطة تمس دول الجوار العراقي ، ومحاسبتهم على خرق الدستور والتطاول على هيبة القضاء العراقي برفضهم لمخرجات قانون النفط والغاز . كمًا نعتقد أن على القضاء العراقي محاسبة حكومة تصريف الأعمال لسكوتها عن حكومة الإقليم الشمالي ودعمها المالي المستمر له على حساب إبناء الوسط والجنوب الذي تم افقاره عمدًا .

إن التباكي على السيادة الوطنية ( المنهوبة ) إنما يكون عبر خروج جميع القوات الاجنبية المحتلة للدولة العراقية ، وليس بسبب قصف طهران لأهداف معادية لأمنها القومي . السيادة تكون عندما ننظر الى المقصوف وليس الى القاصف .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك