المقالات

السعودية والإمارات تحاولان فرض واقعٍ جديد في اليَمن.


  د. اسماعيل النجار ||   لَم تَكَد هزائم بَني سعود وعيال زايد وانتكاساتهم المُخزيَة تُنتَسىَ في اليمن، حتى جاؤوا ليكرروا الخطأ نفسه مرَّة أُخرَىَ. ففي محاولة جديدة، لتثبيت أنفسهم وإثبات ذاتهم، بعد كل الهزائم التي تلقوها خلال سبع سنوات على يَد أبطال الجيش واللجان الشعبيه اليمنية، حاولَ هَؤلاء فرض أمر واقع عسكري جديد على الأرض، فاستداروا نحو شبوة ومديرية حَرض ومناطق أخرى، بقوات عسكرية كبيرة مدعومة من سلاح الجو، هادفين تشتيت قوات أنصار الله ومحاولة الضغط عليهم، لتخفيف الضغط عن مدينة مأرب المحاصرة، والتي بدأت تعاني من الداخل مصاعب أمنية واقتصادية وعسكرية جَمَّة في ظل تململٍ قبائليٍّ وسكانيٍّ كبير، أصبحت أكبر من قدرة القاطنين من سكانها الأصليين والنازحين على الِاستمرار بالعيش والصمودأكثر، من دون الدخول بالكثير من التفاصيل الأخرىَ المهمة للغاية، كالِاغتصاب والقتل والخطف وفرض الخُوَّة وما إلى هنالك. الِانتكاسة السعودية الإماراتية على جبهَتَي شبوَة وحَرض،  أكّدت المؤكّدَ لديهم أنهم وصلوا إلى درجة الشلل التام، وأصبحواعاجزين عن القدرة على تحقيق أي إنجازعسكري،أو تسجيل ولو نصراً صغيراً قد يؤثر في رفع معنويات جنودهم ومرتزقتهم المنهارة. اِستمرار الحرب في اليمن أصبح إستنزافاً لقدرات المملكة والدويلَة، وأمريكا تفرضُ اِستمرارها، اِنتقاماً من الحفاة الأبطال الذين أذاقوها طيلة سبع سنوات مُرَّ الطِّعان، وذلك بعد أن عجَزَت عن إقناع إيران بالضغط على حركة أنصار الله، وسُدَّت كل منافذ الأمل لديها.  وأمريكا هذه تفرض اِستمرار إشعال الجبهات، كونها لا تدفع أيَّ فِلسٍ من جيبها، ولأنها ليست الخاسر ميدانياً وإقتصادياً، بل الرياضُ وأبو ظبي هما مَن تتكبدان تلك الخسائر، بالمليارات من الدولارات وبالأرواح، فيما مصانع أمريكاتعمل ليلَ نهارَ،لتبيع كامل إنتاجها من السلاح لأولئِكَ الفاشلين: ابنِ زايد وابنِ سلمان. على المقلب الآخر، حكومة صنعاء استطاعت إدارة دَفَة الحُكم، وفرض الأمن وتيسير أمور الناس، رغم الحصار الخانق، قدر الإمكان، واتِّخاذَ القرارات الإستراتيجية التي تخص مستقبل اليمن، في ظل الاِنفجارات و دَويِّ المدافع  التي تستهدف المدنيين، في أجواء شعبية حاضنة، تلتفُّ حولها وتؤيِّدُها بقوة.  ماذا فَرَضَت اليَمن من معادلات خلال هذه الحرب؟ ما حصل يؤكد أن لا محرمات بعد اليوم، ولا تستطيع السعودية أو أي دولة أخرى الِاعتداء على اليمن وتبقى بمنأى عن الرَدِّ القاسي، وأن لا أحدفوق رأسه خيمة، وأن الِاقتصاد بالِاقتصاد والأمن بالأمن، مهما كلفَ الأمر؛ كما فرَض اليمنيون واقعاً جديداً على باب المندب، تمثَل بقدرتهم على المناورة والسيطرة بسرعه وقوة على المياه، التي تشكل معبراً للسفن التجارية والصهيونية منها. وعلى صعيدٍ آخر، أضافت اليمن نقطة قوة كبيرة، لهلال المقاومة الممتد من طهران حتى بيروت، وثَبَّتَت نفسها كنجمة ساطعة في وسطهِ، لها وزنها الإقليمي. جغرافيااليمن الممتدة، من حفاف باب المندب حتى بحر عُمان، ومن سواحل عَدَن حتى الشريط الحدودي بينها وبين السعودية، هيَ اليوم حديث العالم، وأصبحت نقطة الِارتكاز العربي المقاوم "وكرباج" منطقة الخليج،  ودورها القادم لن يقتصر على حماية البحار والممرات المائية، إنما هوَ دورٌ حيوي، سياسيٌّ واقتصاديٌّ وأمني، يربط البحر الأحمر بالمتوسط، والقارة الأفريقية بمنطقة الخليج، و ستعتمد عليه دُوَل العالم أجمع، خصوصاً و أنّ اليمن الّذي سيخرج، بإذن الله من هذه الحرب، منتصراً عزيزاً قوياً مقتدراً، لا يشاركه أرضَه ولا ثرواتِه أحدٌ، ولا يُملي عليه أمراً سياسياً أي أحد، وسيطوِّر قوته الصاروخية والبحرية والجوية، ليصبحُ القوة الضاربة في منطقة الخليج (اليمني) بإذن الله.    بيروت في....           18/2/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك