المقالات

يوم الله 11 / 2 / 1979


 

د. علي فاضل الدفاعي ||

 

من طبيعة البشر ميلهم الى حب الشخصيات البطولية وتعلقهم العاطفي وانشدادهم الروحي الى الشخصيات الخارقة التي تقوم بأدوار البطولة خاصة في انفقاذ البشرية من الظلم وقيادتهم نحو عزتهم وحريتهم وكرامتهم.

لذلك تجد العالم ومنهم عالمنا العربي ينجذبون بقلوبهم الى المهاتما غاندي منقذ الشعب الهندي من طغيان الاستعمار البريطاني واستعباد الشعب الهندي وسلب ثرواتهم، كذلك ترى محبي الحرية وأصحاب النزعة الثورية ضد الظلم والاستبداد متعلقين بالمناضل الارجنتيني (الكوبي) تشي جيفارا ويرفعون صوره ويتغنون بسيرته الثورية.

إن كل هذه التفاعلات الانسانية تشير الى حالة تعلق وجدانية فطرية عند البشر بشكل عام تجاه الابطال الذين خرقوا نظام العادة واستبدلوه بالامكانيات العظيمة المعطلة في (بنيان الله) المتمثل في (الانسان)، وهذا التعلق في تصوري من علامات بقايا عظمة الانسان التي اختاره الخالق ليكون خليفته في الارض وأسجد له ملائكته بسببها.

إنّ من يتابع ثورة الشعب الايراني بقيادة الامام الخميني والمراحل التي مرت بها والتضحيات التي قدمتها والمحطات الكثيرة التي عبرتها وصولا الى الانجازات التي حققتها بإزالة حكم طاغية من أعتى وأكبر طواغيت العالم المعاصر وبناء دولة مقتدرة يجد أن التعلق الوجداني بها وبرموزها من شهداء وقيادة وشعب حاضر عند مختلف شعوب الارض مثل حضور التعلق الوجداني العاطفي بأبطال وشهداء عالميين أمثال جيفارا وغاندي، وصورة الامام الخميني تمثل رمزاً ثورياً عصامياً عظيماً في الصمود والثبات على الاهداف حتى تحقيقها. إلا ان الشعوب العربية بشكل عام والعراقيين منهم بشكل خاص استشناء من هذه القاعدة الروحية الوجدانية العالمية. ففي الوقت الذي لا يتحرج اي شاب عراقي من رفع علم تركيا في سيارته او التكتك الخاص به او حتى على سترته الماركة لا يتجرأ احد ان يرفع علم ايران في المقابل.

لقد تعرض الشعب العراقي الى مخطط شيطاني رهيب استهدف تشويه صورة (الجمهورية الاسلامية) وليس ايران، فهذا هو جوهر الموضوع كله فلو تغير النظام الحاكم في ايران وتحول الى نظام شبيه بالنظام التركي على سبيل المثال (اسلامي شيعي) ظاهراً (علماني لا ديني) واقعاً يطبّع مع الكيان الصهيوني ويخضع لارادة الغرب؛ فسيتحول الى (حضن شرقي) للعراق وحليف اساسي.

ان الازمة الكبيرة للغرب تتمثل بوجود قوة اسلامية ذات سيادة حقيقية وهذا ماعليه ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة في 11 / 2 / 1979 وتمريغ هيبة امريكا في الوحل وكسر سلطتها وهزيمة عميلها الشاه طريداً ذليلاً.

لو أراد المسلمون في الزمن الحديث والمعاصر وشيعة العراق بشكل خاص الاعتزاز بانفسهم والشعور بالفخر بهويتهم فلن يجدوا غير الامام الخميني رمزاً لذلك، كما تعتز الهند بغانديها وامريكا اللاتينية بجيفاراها وكما اتخذهما احرار العالم رمزاً للبطولة والحرية.

((ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تُسمع الصُمَّ ولو كانوا لا يعقلون)) صدق الله العلي العظيم

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك