المقالات

حكومة الأغلبية الوطنية والواقع السياسي


 

محمد حسن الساعدي ||

 

 الواقع السياسي يشهد متغيرات شديدة التأثير على العملية السياسية ، إذ لم تعد المكونات ممثلة بقوى موحدة في الرؤية السياسية ، فقيام الحكومات قائم على أساس الحكومة والمعارضة ، وهذا معمول به في اغلب دول العالم ، ولكن ما نشهده اليوم في العراق ، هو الازدواجية في العمل السياسي ، إذ هناك مشاركة في الحكومة ومعها معارضة لها في البرلمان، والمعارض للحكومة مشارك فيها ،وهذا ما يؤدي إلى التعطيل الواضح في العمل المؤسساتي للدولة العراقية ، وتأخير النمو الاقتصادي والاجتماعي ، وضياع ثرواته ، وتفشي الفساد الإداري والمالي .

المهم في الأمر أن تكون هناك إستراتيجية واضحة وخطط مدروسة في نجاح المشروع الوطني، بغض النظر عمن يكون في سدة الحكم ومن يقود الدولة العراقية  والمهم هو التقدم خطوة إلى الأمام وتصحيح المسارات خير من الوقوف  والتعثر ، ما ينعكس سلباً على الشارع العراقي.

الدعوات التي  أطلقت لتشكيل حكومة أغلبية وطنية بمشاركة عادلة لمكونات الشعب العراقي والتي ستكون بديلا لحكومة الأغلبية السياسية ، والتي ثبت أنها غير مجدية مع وضع يشبه الوضع العراقي والذي تشوبه الكثير من التعقيدات وأصبحت عبئاً ثقيلا على نفسها وعلى المواطن العراقي ، وترميماً لوقف الانهيار الذي تواجهه العملية السياسية والذي سببت  عدم الثقة وتصدع العلاقة بين معظم المكونات السياسية .

العراق الجديد الذي بني على التوافق والمشاركة أنجز شوطا مهما في مساره السياسي ولكن المشاركة فيه  لم تعد قادرة على إنتاج مخرجات مفيدة للمشروع السياسي, بل يمكن القول أن ما توقف على عتبة المشاركة والمحاصصة أكثر بكثير مما تم تمريره من توافقات وقوانين وسياسات كانت المرحلة شهدت الكثير مما تم تمريره عبرها، والبديل عن المحاصصة هو حكومة الأغلبية الوطنية الجامعة لمن يتفق مع المشروع السياسي من مكونات البلد الرئيسة ويسير بها إلى مرحلة تطبيق السياسات الحكومية وتشريع القوانين والتنفيذ الأحكام القضائية مدعوما بأكثرية برلمانية تحميه طيلة مدة الدورة الحكومية من التعرض للابتزاز أو التوقف والتردد عند مواقف الحسم وما أكثرها في العراق .

ان السير نحو حكومة الأغلبية الوطنية ربما يعد حلاً مقبولا لمجمل مشاكل العراقي ، وطريقاً ناجعاً للسير بخطوات سريعة  بعد إن استنفذت الصراعات السياسية والمحاصصة، والخداع وفقدان الثقة  أغراضها وتحولت أو كادت إلى منغص لهذا الشعب الذي يأمل خيرا من هذه الدعوات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك