المقالات

الاعلام بين زمنين

1467 2022-01-26

 

قاسم الغراوي *||

 

كان الاعلام ولايزال يشكل رافداً حيوياً ولايزال

  وسلاحاً ذو حدين في الاحداث العالمية والمحلية وهو توام البندقية في الحروب. وعلى مر التاريخ ظل الاعلام فاعلا ومؤثراً مهما اختلفت المسميات

والصفات التي حملها او الوسائل التي استخدمها.

في الحرب العالمية الاولى والثانية كان حضوره

 فعالا في ميدان الحرب ومع الخصوم ، فمن الدعاية  والاشاعة الى الخطابات والتعبئة والتحشيد مرورا بالإذاعات الموجهة وغسيل الدماغ الى استخدام الخطاب الدبلوماسي والتحريضي والتصادمي

استطاع الاعلام ان يؤثر في الراي العام وتغيير اتجاهه، وفي مواقف الدول ليعبر عن سياستها ومواقفها تجاه القضايا المصيرية.

متى ماكان الخطاب الاعلامي قوياً وواثقاً وراسخاً ومعبراً عن المواقف  بمصداقية وشفافية وموضوعية يكون صوتآ مسموعآ.

ومع هذا ظهر اليوم اعلاماً مضللآ يفبرك الحقائق ويحاول غرس مفاهيم وقيم وثقافة مؤثرة لخدمة اجندات داخلية وخارجية ، ولغياب الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم وجود ضوابط للنشر او قوانين تحكمه سارت الامور الى نهايات مفتوحة لاتخدم المجتمع في غالبها للاسف . وفي المقابل يوجد اعلاماً هادفاً يحاول ان يرسخ الثقافة والقيم وفق نظرية الغرس الثقافي .

الثقافة والوعي هما السلاح الذي يمكن استخدامه بنجاح في ظل تداخل الخنادق لفرز الصالح من الطالح ، ففي الحرب العالمية الثانية كان جوزيف جوبلر صانع هتلر واستاذ الاعلام المضلل يقول :

_كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي .

(وهو دليل خوفه من الشعب المثقف) .

_ وكلما كبرت الكذبة سهل تصديقها .

_واعطني شعب بلا وعي اعطيك اعلام بلا ضمير.

قد لانحتاج الى اعلام مضلل في كسب اي قضية ولانحتاج الى نكران الحقائق ،بل التاكيد عليها والدفاع عنها وليس هذا كافيآ مالم نملك الخطاب الفاعل والمؤثر في المستقبل لما نصوره وندافع عنه بطرح الحقائق الميدانية التي تلامس الواقع الذي يلمسه المتابع للاعلام بانواعه .

 

*كاتب / محلل سياسي

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك