ازهار ال عبد الرسول ||
الأم بمعنى القصد.
وهو لفظ عام يطلق على الوالدة حين الوضع، سواء كانت أنسان ام من باقي الأجناس، وقد أوجد الله سبحانه وتعالى فيها عدة صفات، كالحنان - والحب - والعطف - والقدرة على تحمل مشاق الحمل - والولادة، وكذلك التربية وغيرها من المسؤوليات التي تختلف من مكان الى أخر حسب طبيعة تلك البيئة، فهي رغم مسؤولياتها التي تصارع بها معترك الحياة، الا أنها تلم بكل مفاصل أمور أبنائها، فهي الصدر الدافئ - والمستشار القانوني - والمعلم - والمربي - والطباخ وغيرها من الصفات.
وكذلك تطلق لفظ - أم - على أم الرأس - الدماغ - وعلى أم القرى - مكة - وعلى أم الكتاب - الفاتحة - لشمول هذه اللفظ على عدة معاني وأطلاقه وشرفه.
فقد ورد أن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كنى إبنته فاطمة الزهراء سلام الله عليهم بـ (أُم أبيها) وهو من الكنى المأثورة التي خصها النبي بها،
عن (الصادق) عليه السلام أنه قال : (إن فاطمة تكنّى بأم أبيها).
ولهذا اللفظ معنيان : أما أن يكون حقيقي! وهذا محال من الناحية الفسيولوجية كيف تكون البنت أم لأبيها، وأما من الناحية المجازية، فأن هذا الوصف يساعدنا ويبين ويعبر عن فرط المحبة والود لأبيها وتعلقها به وعطفها عليه، حيث يصف النبي إبنته الوحيدة بهذا اللفظ العميق وشبهها بأمهِ لما لها من صفات الأم الحانية على أبيها.
ولو أخذنا هذا اللفظ وأستنطقناه لوجدنا أنه أبلغ أن يعرف، وكيف لنا ذلك وهم أصل الوجود ومعدنه، فشخصية خلاصة الوجود وبضعة النبي، لها أبعاد ظاهرية وباطنية ومعنوية لا يعلمها الا الله وأهل البيت، روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام انه قال: (نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا) فهي منبع الأنوار ومجمع الأسرار الملكوتية، وثمرة النبوة وشجرة الإمامة، فقال عز من قائل في حديث الكساء (فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها) حيث حوت النبوة والأمامة معاً صلوات الله وسلامه عليها، فكانت شديدة التعلق بابيها فلم تلبث طويلا بعد أستشهادهِ حتى ذهبت الى بارئها في ريعان شبابها، تشكو كسر أضلعها، ساخصة على من ظلمها وظلم الدين والعباد.
فحريّ بنا ان نجعل من هذا اليوم يوم سنوي وعالمي لكل الأمهات وبالأخص - أُم الشهيد - في ذكرى ولادة فخر الكائنات، نستمد من بريقها - قوة - وقدوة على كافة الاصعدة، وكذلك نمجد بدور الام المسلمة ونشره في العالم من خلال أعلام حر صادق له صدى رصين واسع.
سيدتي ومولاتي لقد أزهرتِ لسكان السماوات كما أزهرت النجوم للأرض، فأنت مليكة الأكوان وسر الزمان حيث فطم العباد عن معرفتكِ.
بمولدك يبتسم ثغر الوجود وتشرق وتخرق اشعة النور دياجي الغسق، لتُخبر العالم بولادة سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين، في العشرين من شهر جمادي الآخرة بعد البعثة النبوية بخمس سنين، ليعلن بان كوثر العطاء موجود لمن يحب التزود.
فلنصدع ونجهر بهذا الشعار: ولادة الكوثر اليوم العالمي للام المسلمة
ــــــــ
https://telegram.me/buratha