المقالات

أُم ابيها..!


 

ازهار ال عبد الرسول ||

 

الأم بمعنى القصد.

وهو لفظ عام يطلق على الوالدة حين الوضع، سواء كانت أنسان ام من باقي الأجناس، وقد أوجد الله سبحانه وتعالى فيها عدة صفات، كالحنان - والحب - والعطف - والقدرة على تحمل  مشاق الحمل - والولادة، وكذلك التربية وغيرها من المسؤوليات التي تختلف من مكان الى أخر حسب طبيعة تلك البيئة، فهي رغم مسؤولياتها التي تصارع بها معترك الحياة، الا أنها تلم بكل مفاصل أمور أبنائها، فهي الصدر الدافئ - والمستشار القانوني - والمعلم - والمربي - والطباخ وغيرها من الصفات.

وكذلك تطلق لفظ - أم - على أم الرأس - الدماغ - وعلى أم القرى - مكة - وعلى أم الكتاب - الفاتحة - لشمول هذه اللفظ على عدة معاني وأطلاقه وشرفه.

فقد ورد أن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كنى إبنته فاطمة الزهراء سلام الله عليهم بـ (أُم أبيها) وهو من الكنى المأثورة التي خصها النبي بها،

عن (الصادق) عليه السلام أنه قال : (إن فاطمة تكنّى بأم أبيها).

ولهذا اللفظ معنيان : أما أن يكون حقيقي! وهذا محال من الناحية الفسيولوجية كيف تكون البنت أم لأبيها، وأما من الناحية المجازية، فأن هذا الوصف يساعدنا ويبين ويعبر  عن فرط المحبة والود لأبيها وتعلقها به وعطفها عليه، حيث يصف النبي إبنته الوحيدة بهذا اللفظ العميق وشبهها بأمهِ لما لها من صفات الأم الحانية على أبيها.

ولو أخذنا هذا اللفظ وأستنطقناه لوجدنا أنه أبلغ أن يعرف، وكيف لنا ذلك وهم أصل الوجود ومعدنه، فشخصية خلاصة الوجود وبضعة النبي، لها أبعاد ظاهرية وباطنية ومعنوية لا يعلمها الا الله وأهل البيت، روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام انه قال: (نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا) فهي منبع الأنوار ومجمع الأسرار الملكوتية، وثمرة النبوة وشجرة الإمامة، فقال عز من قائل في حديث الكساء (فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها) حيث حوت النبوة والأمامة معاً صلوات الله وسلامه عليها، فكانت شديدة التعلق بابيها فلم تلبث طويلا بعد أستشهادهِ حتى ذهبت الى بارئها في ريعان شبابها، تشكو كسر أضلعها، ساخصة على من ظلمها وظلم الدين والعباد.

فحريّ بنا ان نجعل من هذا اليوم يوم سنوي وعالمي لكل الأمهات وبالأخص - أُم الشهيد - في ذكرى ولادة فخر الكائنات، نستمد من بريقها - قوة - وقدوة على كافة الاصعدة، وكذلك نمجد بدور الام المسلمة ونشره في العالم من خلال أعلام حر صادق له صدى رصين واسع.

سيدتي ومولاتي لقد أزهرتِ لسكان السماوات كما أزهرت النجوم للأرض، فأنت مليكة الأكوان وسر الزمان حيث فطم العباد عن معرفتكِ.

بمولدك يبتسم ثغر الوجود وتشرق وتخرق اشعة النور دياجي الغسق، لتُخبر العالم بولادة سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين، في العشرين من شهر جمادي الآخرة بعد البعثة النبوية بخمس سنين، ليعلن بان كوثر العطاء موجود لمن يحب التزود.

فلنصدع ونجهر بهذا الشعار: ولادة الكوثر اليوم العالمي للام المسلمة

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك