د. علي المؤمن ||
العقلُ البشريُّ مجبولٌ على تحريك مداركه، وعلى التفكير و الخلق.
ومخرجاتُ حراكِ العقل تغييرٌ دائمٌ في المواقف الفكرية والفلسفية والاجتماعية والسياسية.
يتصور عقلُنا في كلِّ آنٍ أنه امتلك الحقّ واليقين، وغيرَه شذّ نحو الباطل والضلال. ويستتبعُ هذا التصورُ مزيداً من الإصرار على رفض الآخر، ومزيداً من التطرف. ولكنّ هذا العقل ربما ينقلبُ الى حقٍّ آخر ويقينٍ مختلفٍ بعد دقيقةٍ أو ساعة أو يوم أو حول أو عقد.
العقلُ يعملُ بطموحٍ مثالي، وطموحُه في كل آنٍ أن يصل الى اليقين ويمتلكه. ولكن ـ الحقيقة كما أتعقلها ـ أن اليقين لا يحظى به إلّا المعصوم.
كثيرون قُتلوا بتهم الهرطقةِ والكفر، ولو عاشوا لربما تغيّرت بوصلتُهم بعد حين، و لربما ماتوا على عقيدة الواقعِ الحاكم طوعاً.
وكثيرون ضحّوا من أجل المعتقدات التي يؤمنون بها، وأصبحوا أبطال في عين الواقعِ الحاكم، و لو بقوا أحياءَ لربما تمرد بعضهم على هذا الواقع، و تنصّل عن ما كان يعتقد أنه حقائق راسخة، وأصبح مرتداً من منظار الواقع الحاكم.
فلسفةُ التسامح والتعددية وقبول الآخر العقدي والمذهبي والفكري والاجتماعي والسياسي هي الحلُ كما يتصوره راهني العقلي؛ كما لم يكن يتصوره من قبل..
https://telegram.me/buratha