المقالات

طريق الحرير /1/ الحاجة الى ميناء الفاو


 

عباس العنبوري ||

 

بدأت قصتي مع طريق الحرير بسبب عملي الوظيفي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب. اذ تعالت الاصوات حينها على الكويت التي قامت ببناء دعامة في الخليج لتقليص الحدود البحرية للعراق باعتبار اليابسة المتجمعة حولها جزيرة ثابتة. اضطررت حينها للدخول في دهاليز الموضوع الذي تصدى له اعلامياً عدد من الوجوه المعروفة كالوزير الاسبق عامر عبد الجبار. وتناول الاعلام عدداً من العناوين التي لم تكن سهلة الفهم حينها على عامة الناس. ومنها على سبيل المثال: الربط السككي بين العراق والكويت والربط السككي بين العراق وايران. وازمة بناء ميناء مبارك من قبل الكويت، واتفاقية خور عبد الله لتنظيم الملاحة فيه بين العراق والكويت. وبالتأكيد فان الموضوع تضمن عدداً كبيراً من التفاصيل ذات الطابع القانوني والجيولوجي والجغرافي والبحري فضلاً عن الابعاد السياسية. وفي كل باب من هذه العلوم فروع وفروع. ولأنني لست متخصصاً فيها كغيري ممن لديه الرغبة في الغور في معرفة الحقيقة. فقد اضطررت للأستعانة بعدد من المختصين المهنيين والنزيهين بحسب تزكية الاصدقاء العارفين. واجرينا في رواق بغداد عدداً من الاستضافات لبعضهم. واتحفظ على ذكر اسمائهم لحساسية وضعهم المهني والقانوني وبناءً على رغبتهم. وبالرغم من اختلاف الاراء فيما بينهم، الا ان هناك قدراً متيقناً من البيانات والمعلومات التي حصلنا عليها لفهم تفاصيل القضية التي تحولت بين ليلة وضحاها الى قضية رأي عام. وتم بسببها تخوين عدد كبير من السياسيين والموظفين المهنيين. ولعل واحداً من اكثر القضايا التي رافقت التغيير ما بعد العام 2003 تخوين العراقيين المهنيين الذين يؤدون واجبهم ومهماتهم الوظيفية بامانة واخلاص وفرضية ان الجميع او ان السواد الاعظم منهم خونة ولصوص ومستعدون لبيع العراق وحقوقه التاريخية. وبالرغم اني لا انفي ان هناك بعضاً من هؤلاء في كل مفصل من مفاصل الدولة. الا ان التجربة -بالنسبة لي على اقل تقدير- قد اثبتت امكانية الثقة بالكثير ممن لا هم لهم سوى مصلحة الوطن. وهم يجلسون على طاولة المفاوضات مع نظرائهم ليدافعوا عن العراق وحقوق شعبه. نعم، البعض منهم يفتقر الى الخبرة والتجربة. وهذا امر طبيعي في نظام حديث التشكل.

ولكي لا اصرف وقتاً كثيراً في الحديث في تفرعات شتى، اقول:

لقد اكد المختصون ضرورة بناء ميناء الفاو ليكون ميناءً رئيسياً في العراق على المدى البعيد وكمشروع استرتيجي لاستقبال سفن كبيرة وعلى واجهة بحرية واسعة واسهل في حركة السفن الكبيرة من صعوبة الدخول في قناة خور عبد الله الضيقة وبذلك نختزل الوقت المستغرق للسفن عند دخولها في القناة وصولاً الى موانئ ام قصر الاكبر من بين الموانيء العراقية الموجودة حالياً. ولكن حاجة العراق لبناء الميناء لا يمكن اعتبارها ماسة على المدى القريب. والسبب يعود الى وجود موانئ عراقية كافية في الوقت الحالي قادرة على استيعاب متطلبات السوق. بل ان موانيء العراق حالياً شبه فارغة. وهي قادرة على استيعاب اضعاف ما تستقبله من البضائع يومياً. وهي -اي الموانيء الحالية- تعاني من مشاكل كبيرة في الادارة والفساد في جباية الكمارك والضرائب وغيرها مما يستدعي اصلاحها كأولوية بدلاً من التفكير في بناء موانئ اخرى قد تعاني من نفس مشاكل الادارة. وهنا علينا الاخذ بلحاظ المبالغ الكبيرة المطلوبة لبناء الميناء والتي يمكن ان تزاحم مشاريع اخرى قد تكون اكثر ضرورة من الميناء. ومنها على السبيل المثال، حاجة العراق الى خطوط نقل بري (Highways ) يمكنها ان تربط موانيء البصرة بالحدود التركية. وهو ما قد يصطدم بعقبات تتعلق بحدود الحكومة المركزية مع حدود اقليم كردستان في منطقة فيشخابور. وسينشر مركز رواق بغداد دراسة عن هذا الموضوع قريباً ان شاء الله.

وهكذا فكمقدمة للحديث عن مشروع (طريق الحرير) والاصح ( مبادرة الحزام والطريق) التي قدمتها الصين. سلمنا بضرورة بناء ميناء الفاو كمشروع استراتيجي على المدى البعيد. ولكن لا يمكن اعتباره ( فتح للقسطنطينية ) وان اي رأي (علمي) مخالف لأهميته في الوقت الحاضر فهو رأي متهم بانه مدفوع وخاضع لأجندات خارجية امريكية او صهيونية.

وقانا الله واياكم من هجمات الجيوش الالكترونية!

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك