المقالات

"حمد" يقفز من القطار 

1512 2022-01-17

  حمزة مصطفى ||   أسقط العصرالرقمي صفة العاشق عن "حمد" بعد مايقرب من نصف قرن متنقلا بين الأغاني والأفلام ملهما أهم الشعراء وأعذب المطربين. فبين رائحة الهيل التي تفوح من مضيف حمد أثناء مرور "الريل" قادما من الناصرية الى بغداد في ستينات القرن الماضي وبين "هاشتاك" حمد على تريند مسافة زمنية تزيد على النصف قرن حصلت خلالها تحولات هائلة على كل الصعد وطالت كل شئ. ومع أن "حمد" ليس من الأسماء المتداولة كثيرا في العراق بعكس دول الخليج العربي فإنه حظي في العراق دون بلدان الخليج بأكبر إهتمام على مستوى الشعر والغناء.  ياس خضر أدى بعذوبة بالغة قصيدة مظفر النواب "الريل وحمد" بينما بطلة القصيدة إمرأة, في حين تغنت مائدة نزهت ليس بحمد وحده بل بحمد وحمود وحميد معا. وللأفلام حصة من "حمد" حين مثل الفنان حسين نعمة دور البطولة في فيلم "حمد وحمود". ومرة ثانية يقع كل من حمد وحمود ضحية الحب حين يعشق كلا الأخوين حمد وحمود فتاة واحدة. وتدخل في سياق العلاقة بين حمد وحمود قصص وحكايات يختزل بعضها البيت الشهير "حمد شابع فشك وحمود شابع صيت" وهي التي تروى كناية عن واحد شجاع يقاوم قطيع من الذئاب  بينما الآخر يختبئ جبنا لكنه ينال الشهرة مثلما يحصل في  الكثير من مثل هذه الحالات والمواقف.  ومع إننا جميعا تركنا حمد وحمود وحميد مع ياس خضر ومائدة نزهت وحسين نعمة كون الزمن تغير كثيرا والأغاني حملت مسميات أخرى وحكايات أخرى وصولا  الى الأغاني الحديثة التي تعكس جوا إجتماعيا ومجتمعيا آخر بعيدا عن لوعات العاشقين وممثلهم الأعلى حمد, لكن أن يعود حمد الى الواجهة من جديد فهو المفاجأة التي لم تكن متوقعة. فحمد اليوم ليس حمد أمس حتى وإن حمل نفس  الإسم لكنه لايحمل نفس  الدلالة والهموم والأحزان ومابينهما من كمية حرمان عاطفي تجسدها إمرأة عاشقة تحمل لوعتها بصمت يصوغ مشاعرها وأحاسيسها شاعر مرهف الحس والوجدان. حمد اليوم تعبير عن هموم أخرى وأجندات مختلفة وزوايا نظر تحاول كل واحدة منها هجاء حمد آخر والدفاع عن حمد آخر. وبين الحمدين ضاع  حمد الأصلي  الذي لايزال عبق رائحة قهوته يملأ المكان حيث لم يعد سوى صدى صوت يردد من بعيد " هودر هواكم ولك حدر السنابل كطة".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك