المقالات

عن قرن وسنة من التاريخ..!


 

عمار محمد طيب العراقي ||

 

هي الذكرى تطيب لذي الهوى..ومن حاجة المحب أن يتذكرا..فكيف بي وأن أستذكر الولادة العزيزة لجيش المآثر والمفاخر..

من يعرف الشعب العراقي جيدا، ويعرف طبيعته التكوينية سيقول ان هذا الشعب العزيز الأبي الذي يمثل خلاصة أمة شغلت ثلثي التاريخ البشري، لا يمكن له إلا ان يكون شعبا يتصرف بما يليق بمقامه ومكانته التاريخية، وها هو وفي ظلال إحتلالين يفصل بينهما أكثر من ثمانين عاما بقليل، ينتج عناصر قوته ومنعته وعناوين مجده، على الرغم من وجود الإحتلال الأجنبي على أرضه المُعَبقة بسلاسل طويلة من تواريخ المجد..

في سنة 1921؛ وعلى الرغم من جثوم الإحتلال البريطاني البغيض على صدور العراقيين، إلا أنهم اسسوا جيشهم الوطني، الذي سرعان ما تحول الى جيش مقاوم بعد عشرين سنة، حينما قاتل هذا الجيش جيوش بريطانيا العظمى سنة 1941، وأذاقها معنى أن يقاتل طلاب الحرية..

في سنة 1948 هب هذا الجيش الشجاع، وعلى الرغم من فقره التسليحي لمقاتلة الصهاينة، الذين دنسوا ارض فلسطين الحبيبة..وما تزال مقابر الشهداء العراقيين في الضفة الغربية، شواهد على بطولات أولاد الملحة..وهكذا في جميع معارك العرب مع الصهاينة؛ كان للجيش العراقي القصب المعلى، وكانوا كل مرة يذيقون الصهاينة طعم بسالة العراقيين، واشتهائهم للموت والشهادة..

في سنة 2003، وعلى الرغم من وجود قوات اعتى دولة مستكبرة في العالم، على أرض سومر وبابل وآشور، إلا أن العراقيين أعادوا بناء قوتهم العسكرية، وشكلوا جيشهم الوطني، هذا الدرع الحصين الذي يقف اليوم جبلا أشما، بوجه قوى الظلام والإرهاب مدعما بعزيمة إباة الضيم، العراقيين صناع اول حرف عرفته البشرية..

الجيش هو العَمود الفَقري للأمن والاستقرار، وحِماية البلد من الانهيار..وما اكتبه هنا ليس مقالا تعبويا، ولا هو إحتفاءا بالمناسبة العظيمة، لكنها حروف وفاء للتضحيات الجسام التي قدمها هذا الجيش، بمعية اخوة السلاح صناديد الحشد الشعبي، وأسود الشرطة التي نحتفل بعيدها الأغر بعد يومين، وغيرها من العناوين الوطنية المضحية، التي كتبت حروف النصر، وعبرت عن وجدان الشعب وحمت قيمه وتطلعاته، وبتضحياتها حافظنا على وحدة الوطن وصنا ترابه الطاهر وبذلنا الغالي والنفيس كي تبقى رايته خفاقة عالية.

مُنذ سبع سنوات، واجه جيشنا ومعه عناوين المجد الأخرى، عدوًّا تَقف خَلفه، وتدعمه بالمال والسّلاح، قِوى عالميّة وإقليميّة عُظمى، وظلّ العراقيين مُتماسكًين، واليوم نحتفي بكل إجلال، ليس بالسادس من كانون كعيد لجيشنا الباسل فحسب، بل بالتضحيات العراقية.. لأن الدم العراقي عندما يروي الأرض، لا تسأل هذه الطاهرة العزيزة عن إنتماء هذا الدم لأي تشكيل، بل تقول مرحى بأبني العراقي الوفي..  

 لقد أظهرت قواتنا المسلحة بالعناوين المحفوظة مقاماتها، وما تزال شجاعة نادرة في مواجهة الإرهاب وذيوله، وأذهلت العالم أجمع، بصمودها وقدرتها على تذليل الصعاب، وتحقيق الإنجازات، معبرة عن رجولة قل نظيرها، في مواجهة أشرس حرب همجية شهدها التاريح الحديث..

الجيش العراقي هو جيش كل العراق، وسيَظل كذلك؛ وسيكون حاميًا للعراق الديمقراطي الجديد، وهو عنوان الدولة العراقية الجديدة، التي تُحقّق العدالة والمُساواة للجميع دون أي تمييز، وسيُتصرف هذا الجيش السخي بالعطاء، على أن تضحياته لم ولن تَذهب سُدىً.

شكرا

6/1/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك