مازن الشيخ ||
لا شك في أن عملية اغتيال قاسم سليماني ومعه أبو مهدي المهندس مثّل مكسباً لأميركا تمثَّل في توجيه ضربة لقائد بارز في محور المقاومة لكن سرعان ما تبين المكسب على أنه خسارة كبيرة لعدة اعتبارات أهمها ما تحدثت به الصحافة الأميركية وعدد من قيادات الحزب الديمقراطي في ما يخص قوة القدس بعد سليماني فهذا التشكيل العسكري لم يصبه الضعف أو الانكسار أو أثرت تلك الضربة على تسليحه أو خططه أو دعم حركات المقاومة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة
ذلك يدلل على أن الضربة التي جاءت بأوامر من ترامب كانت أقرب إلى العبثيّة طالما أنها لم تُغيِّر من الواقع خصوصاً وأن العميد إسماعيل قاآني الذي كان مقرَّباً من قاسم سليماني هو مَن حلَّ محل الأخير بعد استشهاده وأعلن أنه سيسير على ذات النهج والخطط المتبعة لقوة القدس
قاسم سليماني والسعودية والإغتيال
في وقت سابق كشف أمير عبداللهيان أنّ الشهيد سليماني كان قلقاً على مستقبل السعودية ووحدتها في ظلّ حالة العداء التي تكنّها الرياض لطهران
كان سليماني يرى أنّه يجب إبعاد خطر التقسيم عن السعودية وهو خطر حقيقي حيث كشف رئيس الوزراء الرعاقي السابق عادل عبد المهدي حادثةً تؤكّد حرص إيران على إقامة علاقة طيبة والتقارب مع الرياض
أورد عبد المهدي أنه عندما كان مع فريقٍ حكومي في زيارةٍ إلى الصين اتصل به الشهيد سليماني وطلب منه أمراً في غاية الضرورة وهو أن يكون وسيطاً لفتح صفحةٍ جديدة مع السعودية ذهب عبد المهدي والتقى الملك السعودي وولي العهد وعلى حدّ قوله بالرغم من الغضب السعودي كانت الرياض مرحبة بالعرض فطلب منهم عبد المهدي كتابة رسالةٍ إلى إيران وأنها بدورها ستردّ
وصلت الرسالة السعودية وأصبح الردّ الإيراني عليها جاهزاً وكان من المفترض أن يسلمه الشهيد سليماني لعبد المهدي وبدوره إلى الرياض لكنّ الرسالة لم تصل لأنّ قاسم سليماني قد استشهد قبل ذلك بساعات
من كلام السيد عبد المهدي يبدو أن بوادر حلحلة للأزمة بين الرياض وطهران بدأها سليماني حرصاً منه على الوحدة والتقارب لكنّ ما عرقل ذلك هو اغتياله ويبقى السؤال: هل أن الرسالة والمساعي من قبل سليماني كانت إحدى الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لتكون حاجزاً أمام أيّ تواصل سعودي إيراني؟
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha