المقالات

الحَرب ومخلفاتها ..!

2603 2021-12-23

 

علي العقابي || 

 

في كل حَرب لابد من وجود طَرف خاسر و آخر منتَصر ، لكن و من منظورٍ آخر فأن أي طرفين يشتبكان في حَرب يعدا الاثنين خاسرين ، خسارات لا تُعد ، بالارواح و المادة و الأرض ، و تحتاج كل الأطراف المتحاربة إلى فترة طويلة لأستعادة صحتها و سيطرتها على نفسها بعد خروجها من تلك الحَرب ، ربما لسنوات

شهد العراق عدة حروب على مر سنين عمره و تعاقبات عليه الكثير من الفئات و الفرق التي خاض معها حروب ضروس شديدة و اغلبها كانت تستمر لسنوات طويلة بلا انقطاع ، و تعد فترات الحروب هذه التي خاضها العراق فترات تدني و خسارة و العودة إلى الوراء ، حيث أن الحروب هذه ساعدت و كانت عامل اساسي في عدم استقرار و ازدهار العراق و هذا امرٌ واضح للعلن حيث يعَد اليوم من الدول البدائية ليس فقط في التطور و الاقتصاد بل حتى في السياسة التي هي نقمة أخرى كبيرة، مادتنا عن احد المؤثرات او المخلفات الحربية التي يعاني منها العراق و هي " العامل النفسي" و هو امر مهم في بناء شخصية الفرد العسكري و حتى المدني ، حيث أثرت و تؤثر الحرب على الجانب النفسي بشدة و تُعد عامل كبير في التحطيم ، و بنسب متفاوتة بين الأعمار و بين من خَبرها ، حيث يعد التأثير النفسي في الحرب على الشخص الي عاش تلك الأحداث مباشر يختلف عن الذي سمعها و عاشها عن بعد كيلومترات ، حيث قد تقل الصدمة او تكبر احياناً و حسب قدرة الفرد النفسية او العقلية على التحمل ، و يعد التأثير النفسي عند الأطفال بشكل اكبر عن باقي الأعمار التي قد تكون واعية يمكنها التحكم في احساسها و شعورها في تلقي الصدمات ،

الفرد العسكري الذي يكون على تماس مباشر مع الحرب و صدماتها قد ينتج لديه شيء من الأعتياد على رؤية الدم او القتل بشكل طبيعي ، و يمكنه المتابعة لكن حتى هذا النوع تظهر آثاره فيما بعد عند الفرد و قد تكون هذه الصدمات تؤثر مستقبلاً بشكل سلبي كبير ، حيث ستنتج لنا فرد دموي قاتل ، معتاد على القتل و رؤية الدم ، و هنا نكون قد خسرنا احد افراد أفراد العسكر بقصد او بغيره

في إعلان نشرت منظمة الصليب الأحمر قبل سنوات حول تأثير الحرب النفسي على العسكر و المجتمع عامة حيث ادلت ان هنالك أناس عسكر  مدنيين لازالوا يعانون من آثار نفسية سلبية منذ الحرب العالمية إلى اليوم و لهم تصرفات سلبية و عدائية في المجتمع ، و أضافت انهم قد توجد هنالك إمكانية انتقال هذه العدوى النفسية لأشخاص جدد لم يَخبروا الحرب ابداً .. و هذا امر خطير

اذاً نَحن نحتاج لحلول خاصة في العراق لنتمكن من عدم عسكرة المجتمع و السيطرة على فرد الأمن اولاً ، كما فعلت ألمانيا سابقاً حيث قامت بأجراء ورش و نشاطات و جلسات نفسية داخل المعسكرات للتخلص من أثر الحرب النفسي، للمساعدة في إعادة بناء ذات الفرد الأمني من جديد أو ترميمها للتصالح مع الذات و المجتمع ، أي اننا اليوم بحاجة لجلسات و ورش تنموية و نفسية لأغلب التشكيلات العسكرية داخل معسكراتهم، و من ثم المجتمع فهو أيضاً يقع على عاتق الحكومة و المنظمات المدنية التي يجب أن تبدأ اولاً بالطلبة لي مختلف المراحل الدراسية كونهم الطبقة الأولى التي ستتصدى

في احد الدول المتطورة يضاف على البزة العسكرية خرقة من القماش تكون متدلية من الجانب ، فائدتها لتغطية السلاح ، و ذلك لحتى لا يكون مرئياً لأعين الأطفال و يكونوا معتادين على رؤيته و قد يتأثروا نفسياً به، خوفاً على المجتمع من التأثير النفسي السلبي الذي قد ينتج ما يسمى بـ عسكرة المجتمع ...

.............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك