المقالات

قانون الحشد غير المدون..!


 

تبارك الراضي ||

 

tabarak.radi1201e@copolicy.uobaghdad.edu.iqالكاتب :

 

 

 في 26 نوفمبر 2016، صوت البرلمان العراقي على قانون الحشد الشعبي، أرسى هذا القانون التعليمات والضوابط الخاصة بهذه الهيئة، وحدد واجباتها، ومنحها الشرعية المؤسسية التي كانت استحقاقاً لابد منحه.

تضمن القانون المذكور القواعد المكتوبة، في حين احتفظت المؤسسة بنظامها المُهندسي (نسبة إلى أبو مهدي المهندس) غير مدون.

النظام المُهندسي هو نظام التوازن والضبط الذي زرعه القائد المؤسس بمن رافقه وعمل معه متأثراً به  ، تحمل هذا النظام وصمد بوجه الماكنة الإعلامية المضادة، التي رافقت صعود نجم الحشد الشعبي، والتي استهدفت جسده أحياناً، ووجهت قناصها صوب أحد أعضاءه أحياناً أخرى، في المقابل، تعامل هذا النظام بصبر عالٍ وحكمة في مختلف الأزمنة والأماكن، وفي أشد الظروف ظلمة ضمن المخطط، ولازال مستمر بالعمل بهذا العرف بنفس الوتيرة.

وعليه بالإضافة إلى القانون رقم(40) والدعم الشعبي والمرجعي، هناك معياران أساسيان حفظا المؤسسة الحشدية في الأوقات الصعبة والأزمات هما: التسامح وتقبل انفعالات الناس، والتحمل وضبط النفس في استخدام الصلاحيات المؤسسية عند الرد، معياران مُهندسيان بامتياز، دعما انفراد هذه المؤسسة العسكرية عمن سواها منذ تشيكلها، وقللا من تأثير وسائل وأدوات الأغراء باستخدام السلطة المشرعنة والمحمية قانوناً،

من وجهة نظر شخصية، عمل هذا النظام بشكل جيد، ولكن ليس بشكل كامل، لكن تبقى قضية وجود أصول طوعية، يحرص على مراعاتها أصحاب القرار داخل الحشد، بتأثير السلطة الروحية والكاريزمية للغائب الحاضر، حاجزاً يمنع الكثير من قادتها، من التحول لقادة على غرار حكام العصور الوسطى، الذين صار أغلب سياسيينا على شاكلتهم .

أهمية ما ذكرت أعلاه، قد يكون غير محسوس للكثير ممن يصفوننا بالمبالغين، أو يعتبروننا ذئاباً متباكين، وقد يكونوا غير حاقدين، وهنا النقطة المأساوية، أن قتلتنا يستخدمون الأشخاص ذاتها التي نقاتل لدعمها، بانتظار أن يحمل الغيظ للعقاب، لكن قانون الحشد الشعبي غير المدون، يلعب دور القضبان في المفاعلات النووية، يسيطر على التفاعلات حتى لا تنفجر المفاعلات.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
سامي : السلام عليكم وعلى العراق السلام في عام 1987عندما تعرضد عملات جنوب شرق آسيا إلى هجمه شرسه قام ...
الموضوع :
السياسات الأمريكية اللئيمة
سلمان راشد كاظم : منطقة الطالبية حي البيضاء محلة323 زقاق 64 نعاني منذ اكثر من خمسة اشهر بقيام صيانة حي البنوك ...
الموضوع :
قسم الشكاوى في كهرباء الرصافة يدعو المواطنين للاسهام في القضاء على الفساد الاداري
ابراهيم الاعرجي : ولماذا اساسا نربط مصيرنا بايران وامريكا .. لماذا تم انشاء محطات وقود غازية .. وكان بالامكان انشاء ...
الموضوع :
أمريكا تعرقل ارسال ديون إيران.. وصيف لاهب ينتظر العراق
احمد : كتاب جيد بارك الله في المؤلف ...
الموضوع :
حين يظمأ الماء كتاب يحمل قصائد الى الامام الحسين عليه السلام
ابن النجف الاشرف : نداء استغاثة الى السيد رئيس الوزراء محمد السوداني نرجو زيارة مدينة النجف الاشرف والاطلاع على المعتقلين مؤخرا ...
الموضوع :
السوداني يترأس اجتماعاً خاصاً بتطوير مطار بغداد الدولي
ابو رغيف : لم أجد في أي مكان ان السيد محمد شياع السوداني يحمل أي جنسية أخرى سوى ألعراقية لهذا ...
الموضوع :
السوداني والعامري يبحثان مسارات عمل الأجهزة التنفيذية وفق البرنامج الحكومي
حسن مجتبى بزّي : السلام عليكم ورحمة الله.. تحية لجناب الدكتور العزيز.. أرجو من جنابكم تأكيد المعلومة التي ذكرتموها حول وكالة ...
الموضوع :
وطنية السيد موسى الصدر
باسم السلمي : نعم ... رحم الله الشهيد السعيد المهندس الذي ضرب أروع الأمثال في البطولة والتضحية والفداء فكان ليثا ...
الموضوع :
تيار الشهيد أبو مهدي المهندس..!
ابو حسنين : وضع العرب مزري من حيث وجدوا في الارض في الجاهليه كانوا قبائل متناحره ومتشرذمه وحضارتهم السلب والنهب ...
الموضوع :
لماذا أوضاع العرب مزرية؟!
ر. ح. ن : مع شديد الاسف من يمثل المكون الشيعي من قادة وسياسيين لم يرتقوا الى مستوى يؤهلهم ليكونوا خداما ...
الموضوع :
الاطار اطارنا 
فيسبوك