المقالات

ما اجمل فراش المرض



اصبت مؤخراً برشح شديد (انفلاونزا) تمثل بحمى عالية وسعال وصداع وضعف في البدن، وكأي مريض أصبحت طريح الفراش لا اتناول من الاكل الا قليله وفي الحقيقة اكتفيت بالحساء الدافئ مع الادوية الخافظة للحرارة ، واستمر الامر لبضعة أيام ثم رجعت بعد ها برحمة الله وفضله الى وضعي الطبيعي، واهتم الكثير من الاخوة والاخوات من الاقرباء والأصدقاء والمعارف بوضعي وكانوا لا ينسوني من الدعاء فكانت هذه الادعية بلسماً خفف علي الكثير من المعاناة .....

لقد وفرت لي أجواء المرض وقتاً للتأمل والتفكير، ففكرت بكل امراض البشر فوجدتها واحدة لا يختلف مريضاً عن مريض إلا بأمر واحد، وهو شدة المرض والآلام الجسدية او آلام نفسية كما في حالة فقدان السمع والبصر وغيرها، والذي يخفف من كل هذه المعاناة وبالذات بالنسبة للإنسان المؤمن ان كل ما يحدث هو بعين الله ولا يخلوا أي انسان من الرحمة والعطف الإلهي

هذه الامراض هي ابتلاءات قد يكون للإنسان يد فيها او ابتلاء من الخالق جل وعلا، ولكن هناك مرض خطير ومؤذي جدا وهو من الانسان فقط نستطيع ان نطلق عليه مرض الآخرة، والكثير من الناس يغفلون عنه وهو الغفلة على سبيل المثال في اخذ الرشوة واموال الحرام، اكثر اعراض هذا المرض واخطرها ما يواجهه الانسان بعد الموت، فآثار هذه الأموال من الطبيعي ان يواجه الانسان تبعاتها، انا عندما امرض في الدنيا اول ما افعله استلقي على الفراش اما مرض الآخرة فأن استلقيت فإنما استلقي على الجمر الحارق والحميم، وإذا جعت في مرض الآخرة فليس لي طعام إلا من شجرة الزقوم النتنة في ريحها وتمزق امعاء وافئدة آكليها ، وافضل ما يطفئ العطش في الدنيا هو الماء اما شراب الآخرة فهو المهل أي النحاس الذائب كما قال تعالى {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} ويشربه آكل الرشوة في الدنيا كشرب الهيم في الآخرة كما وصفه الله تعالى في كتابه الكريم أي كما تشرب البهائم فيغدو وجهه كالحاً في قوله تعالى { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} أي كوجه الذبيحة عندما يسلخ القصاب جلد وجهها فتظهر اسنانها ، نعم من شدة حرارة النحاس الذائب تنسلخ شفتي الانسان وينسلخ جلد وجهه، أعاذنا الله واياكم من اكل مال الحرام ومن هذا المصير المخيف ، فما اجمل فراش المرض في الدنيا مقارنة بفراش امراض الآخرة ....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك