المقالات

قراءة في دراسة:"السيدة زينب وتمكين المرأة"للدكتورة أمل الأسدي


م.ربيع عامر صالح || /كلية اللغات/جامعة بغداد 

 

من بين الأقلام المؤثرة في المشهد الثقافي والاجتماعي العراقي، ومن بين الأقلام النسوية النادرة تبرز  (الباحثة الأديبة  الدكتورة أمل الأسدي) لتسلط الضوء علی نقاط حيوية معاصرة،فتعمل علی تأصيل المفاهيم الحديثة التي تشغل الحيز الثقافي،وهي بذلك تنطلق  بروح الأديب وجَلَد العالم وصبر الباحث المجتهد فتسعی لإعادة قراءة موروثنا الزاخر وصفحات التاريخ المفصلية، لاستجلاء مكنوناتها وربطها بواقعنا المعاصر  ولحظتنا الآنية، وفي دراستها الأخيرة الموسومة(السيدة زينب وتمكين المرأة) قامت  وبطريقة ذكية وعلمية مقنعة، بتقديم قراءةٍ جديدة أو رؤية متفحصة، ضمن إطار جديد استخرج لنا صورةً جديدة للسيدة زينب (عليها السلام) تنأى بها عن صورتها التقليدية المكللة بثقل مأساة  واقعة كربلاء التي يندى له جبين التاريخ. لقد استطاعت الدكتورة الأسدي تسليط أضواءٍ معاصرةٍ جديده على شخصية فذة، من أعظم شخصيات التاريخ لتكشف للقراء والباحثين عن بُعد جديد من أبعاد تلك الشخصية الكبيرة، فبينت لهم أن مصطلح (تمكين المرأة) الذي تعج به الساحة الآن،قد أسس له الإسلام ومنحه لشخصيات نسائية، حين منحها القدرة علی العمل والتأثير والمواصلة والاعتداد بالذات،ومن تلك الشخصيات: السيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام) ثم  أنموذج الدراسة وهي السيدة زينب، ابنة أمير المؤمنيين، إذ منحها الإسلام ومنحها البيت النبوي الرسالي  التمكين الاجتماعي والتمكين الإداري والتمكين الإعلامي، وعلی هذا فإن الإسلام جاء ليرفع شأن المرأة ويمنحها الاستقلالية الفكرية، وإن أيَّ حديث عن تمكين المرأة لتكون عنصرا فاعلا ناجحا في الحياة، بعيد عن استثمار أدوات التمكين الإسلامية،سيكون حديثا ناقصا لايمكن تحققه،وذلك لأن تجاهل  البيئة التي تنتمي إليها المرأة المسلمة،ومحاولة تذويب الهوية والموروث الذي تستند عليه شخصيتها،يُعد  تحويلا نحو السطحية،فيكون تمكينا هداما،مجوفا،فارغ المحتوی. فكل التحية والتقدير والتوفيق إلى الدكتورة أمل الأسدي علی جهودها العلمية و البحثية التي لا أبالغ لو قلت بأنها تستكمل جهود كبار الباحثين والعلماء في الثقافة العربية المعاصرة مثل الدكتور جواد علي الطاهر والدكتور طه حسين وأستاذ الأجيال عباس محمود العقاد، فقد برزت أقلامهم الحاذقة من التقاطهم القضايا المهمة الواقعية التي تشغل الأذهان، وأتمنى علی مراكز البحوث والدراسات ولاسيما المعنية  بالدراسات القرآنية،وتراث أهل البيت عليهم السلام  وقضيتهم المقدسة، استثمار هذه الطاقة البحثية الجبارة والاستفادة منها ومن التزامها بقضايا أهل البيت (عليهم السلام)ومعالجتها بطريقة معاصرة غير تقليدية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك