المقالات

الانسداد السياسي والفكري..بين الواقع والتنظير


  محمد فخري المولى ||   الانسداد او الانغلاق هي حالة يصل اليها اي موضوع ما عندما تعجز كل المحاولات عن الوصول لاي مجال او رؤية للحل او تجاوز تلك المعضلة .                  لنثبت مقدمه مهمة بغياب الاطر المشتركة للعمل والتفاهم ينتهي إطار العمل المثالي لتبدأ مرحلة التقاطعات التي تصل بمراحلها الاخيرة للانغلاق او الانسداد .  لذا تحاول البلدان والحكومات وحتى الاحزاب تجنب حالة الانسداد من خلال تشريعات قانونية وادارية تضع الاطر المشتركة والعامة للتفاهم بين افرد المؤسسة فيما بينهم او بين المؤسسات او بين الاحزاب . العمل السياسي يخضع لقاعدة عمل متشابهة ، لذا هناك تشريعات وأطر قانونية محددة تحكم العمل السياسي وفق نظام الحكم العامة وآشد ما نفتقده محليا هو قانون الاحزاب ، بتنويه هناك قوانين نافذه لجهات أخرى تنظم العمل ومنها قانون المفوضية العليا للانتخابات المُتجدد وفق المعطيات الاخيرة بعد احداث تشرين . نود الإشارة أن الحالة المثالية لاي عمل سياسي إداري غير متحققة او صعبة المنال لأنها ترتبط بالنظام العام والسلطة والتحكم والقيادة والاهم لأنها ترتبط بشخصية القائمين على التنفيذ وليس القانون . اذن العمل وفق هذه المؤشرات وخصوصا العمل السياسي سيصل بمرحلة معينة من العمل لحالة الانسداد او الانغلاق السياسي ، وهي حالة تحدث بين فترة واخرى متباعدة نسبيا لكنها موجودة مثلما تحدث الان . لنصل للسؤال الاهم منذ تحول نظام الحكم والنظام من الرئاسي المتفرد الى النظام البرلماني متعدد الأحزاب ، هل هناك فترة لم نشهد فيها انغلاق او انسداد بالعمل السياسي . الحقيقة كل الفترات وعلى مختلف الاسباب كان الانغلاق والانسداد حاضر . سؤال مهم جدا نجدد طرحه ؟ لماذا الانسداد بوجود قوانين وتشريعات نافذة قد ينقصها قانون الأحزاب لكن باقي التشريعات القانونية موجودة ومتجددة ، بإستثناء بعض المستجدات ذات التأثير المجتمعي التي تضاف للمشهد ، ستعمل على تعطيل القوانين والتشريعات الوضعية ومنها التشكيك والامتعاض والتهميش لتكون الخلاصة والختام الانسداد لأنها ارتبطت بالشخوص وليس القانون . لنخلص بسؤال لكل ما تقدم ... ما هو نوع الانغلاق والانسداد الذي يتجدد بين فترة واخرى ؟ الجواب بشفافية هناك انسداد فكري قبل كل شيء .   أذن المشكلة الكبرى التي كانت وما زالت وستبقى قائمة التعنت والانا والفوقية والاهم المنظور الأحادي المرتبطة بالشخوص واضح التأثير على الواقع وخصوصا السياسي .  طبعا هناك منظور اخر مجتمعي ، كل ما تقدم اضاف لهموم المواطن متابعة هموم السياسين والاحزاب والكتل التي لا تنظر للمواطن البسيط سوى بنظرة أداة رسمية وقانونية للوصول للقبة التشريعية ومن ثم الانطلاق للجهاز التنفيذي للرئاسات الثلاث فاصبح مزاج الشارع جزء من مزاج المؤثر على المشهد ومنه السياسي . لتكون خلاصة مهمة ان الانسداد أصله فكري شخصي وليس فكري سياسي . بالعودة للاصل لو نظرنا الى الانسداد الفكري بنظرة تفحص وتدقيق ، الامر لا يرتبط  بنقاش له أسس تناظر ليكون فيه قناعة او رفض او امتعاض من ذلك النقاش . لكن عندما يكون الامر بشخصنة ذلك الموضوع والنقاش فلن تبقى فسحة للنقاش لانه ستكون ضمن إطار النقاش العقيم عندئذ سننتظر الانسداد او الانغلاق.  هذا هو المشهد العراقي الواقعي . بافتراض تغيير سلم الأولويات للجميع نحو أهداف سامية عليا ومنها العراق وأهله الطيبين الاصلاء ، سينتهي الانسداد الفكري الى الانسداد السياسي الذي حلوله موجودة وفواعله حاضرة ومتجددة . أن ما يحصل الآن شبيه بما حصل في أحداث كثيرة  وبدون معالجة وطنية ستجعل البلد لقمة سائغة لمن لا يرحم أو  يراعي حرمة لدم ، فكان نتيجة ذلك تحول مئات الآلاف من العراقيين إلى  مجرد أضاحي يتسلى بهم خفافيش الظلام واحداث البصرة اخرها .   وثقوا ان التاريخ سيسجل المواقف المشرفة التي تحمي العراق وأهله من ظل سوء . مثلما لن يرحم من لم يرحم من تسببوا باحداث كبيرة وما نتج عنها من كوارث بقي العراقيون يتذكرونها فترة ليست بالقصيرة . الا من متعض ومستمع
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك