المقالات

النصر نصر الحشد..!



بتول حامد ||

 

هذا النصر الذي تم إعلانه في9/12 /2017،  بعد ثلاث سنوات من معارك طاحنة ععصابات داعش التفكيرية, ما هو الا نصر لتلك الفتوى المباركة, للمرجع الديني الأعلى السيد السيستاني, ونصر لتلك الأرواح التي عبدت هذا الطريق بدمائها, فلامسنا النصر بثبات عوائلهم وصبرهم, فهنيئا لهم النصر وهنيئا لنا الفخر.

لم يكن ليخيل لاحد, عندما اندفع تقطعان داعش الإرهابية بمشهد غطاه العالم, ان مواجهة هذا التنظيم المتسلح, باحدث الأسلحة امرا ممكنا, في ظل انهيار القطعات العسكرية العراقية،  والازمة السياسية الخانقة التي تعيشها البلاد, وكان اعلان هذا النصر من قبل رئيس الوزراء الأسبق السيد العبادي؛ فيه نوع من التسرع, وذلك لأسباب سياسية واضغاث أحلام لرئاسة الوزراء.

 لقد كانت هذه المعركة فريدة بنوعها, تجلت فيها ابهى صور التضحية والفداء, حيث تسابق رجال وسط وجنوب الله (الشروك)،  لمنازلة الموت المحتوم, وامتطوا ظهر عربات الحمل الطويلة, كأنهم فرسان امتطوا ظهور افراسهم, وهم مقبلين على منازلة اشرس تنظيم إرهابي.

 انبهر العالم من تأسيس جيش عقائدي كبير, وفي فترة قياسية قصيرة, اتحفنا الامام السيستاني بفتوى عظيمة، أطلقت داخل الصحن الحسيني الشريف, والتي قابلها الحاضرين بهتافات عالية, لبيك يا حسين وتاج تاج على الراس سيد علي السيستاني, وكان نص الفتوى فيه رسائل مستقبلية مهمة, مفادها بأن هذه القوة التي سوف تشكل, ستكون الدرع الحصين للمذهب وللعراق ل "درء المخاطر", ولا يمكن الاستغناء عنها يوما.

نتفاجى اليوم عندما نسمع هنا وهناك اراء او تعليلقات, يطالبون بحل الحشد او دمجه, وكأنهم نسوا هذه الدماء الطاهرة, التي سقت ارض الوطن في جميع البقاع, واصبحوا مثالا لجود النفس, على حد قول الشاعر كعب بن مامة الايادي,

 حيث قال, يجود بالنفس ان ظن الجواد بها...والنفس بالجود اقصى غايات الجود, وكيف يكون الجود بالنفس اكبر من هذا!, ازوجة تشجع زوجها باللحاق على السواتر, ام تردد في حق ابنها الشهيد, (هاي الرادها وهاي التمناها). ونحن بمناسبة هذه الذكرى, لا يسعنا الا ان نفتخر بحشدنا وبشهدائنا وبعوائلهم الصابرة, رحم الله الشهداء جميعا ولاسيما قادة النصر, الذين كانوا نبراسا ومنارا للغيارى.

على حد قول كعب بن مامة الإياديُّ: وكان أحد أجواد العرب. وكان سافر ورفيقه رجلٌ من النمر بن قاسطٍ، فقلَّ عليهما الماء، فتصافنا. والتصافنُ: أن يُطرح في الماء حجر، ثمَّ يُصبُّ فيه من الماء ما يَغمرُه لئلا يتغابنوا. فجعل النَّمريُّ يشرب نصيبه. فإذا أخذ كعب نصيبه قال: اسق أخاك النَّمريَّ، فيؤثره. حتى جُهد كعب، ورُفِّعت له أعلام الماء. فقيل له: رشدْ ولا ورود، فمات عطشاً. ففي ذلك يقول أبو دؤاد الإياديُّ:

أَوفَى على الماءِ كعبٌ ثم قيل له: ... رِدْ كعبُ إنك وَرَّادٌ. فما وَرَدا

فضُرب به المثلُ. وقال جرير في كلمته التي يمدح فيها عمر بن عبد العزيز:

يعودُ الفضلُ منك على قريشٍ ... وتَفرِجُ عنهم الكُرَبَ الشِّدادا

وقد أمَّنتَ وحشَهمُ برفقٍ ... ويُعْيِي الناسَ وحشُكَ إنْ يُصادا

وتَبنى المجدَ يا عمر بن ليلى ... وتَكفى المجمل السَّنةَ الجَمادا

وتَدعو اللهَ مُجتهداً ليرضَى ... وتَذكرُ في رعيَّتكَ المَعَادا

وما كعبُ بنُ مامةَ وابنُ سُعدى ... بأجودَ منكَ يا عمرُ الجوادا

ابن سُعدى: هو أوس بن حارثة بن لأْمٍ الطائيُّ، وكان سيِّداً مُقدَّماً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك