المقالات

خلطة العطار و"حجي نفخ"..!

1938 2021-12-06

  حمزة مصطفى ||

 

قبل المولات الحديثة والأسواق المركزية سابقا وقبلها أورزدي باك في السبعينات والأفريقية بدء من الخمسينات و"فوق" أنا شخصيا بوصفي إبن ريف "لحكت" على العطار الذي كان يجوب  القرى على ظهر حصان في الغالب "نص عمر". هذا العطار هو عبارة عن "مول زغير" يحتوي على العديد من الحاجيات المنزلية التي كان يحتاجها أبناء الريف الذي لم يكونوا يزورون  المدن لاسيما الكبيرة منها الإ في المناسبات أو عند تسويق محاصيلهم الى علاوي الخضروات. من  بين ما أتذكره إنه في إحدى القرى في مناطقنا آنذاك أن أحد رجال  القرية أو لنقل وجهائها طلب من العطار أن يوافيه بمجموعة من الأغراض الخاصة به حين يزور القرية في المرة القادمة. وبعد أيام جاء العطار المسكين وهو يتهادى على ظهر حصانه الذي أكل عليه الدهروشرب في حين تتدلى الحاجيات على ظهره من الجهتين. ولأنه يريد إيصال حاجيات "حاج فلان"  وصل الى باحة  الدار وبدأ يصيح "حجي فلان, حجي فلان" لكن حاج فلان  "لاحس ولاخبر". كرر العطار النداء عدة مرات وحين إكتشف أن حاج فلان "ضربه بوري" أخذ يصيح "وينك ياحجي نفخ".  ولأننا إعتدنا على تخريجة "مرتبة" وهي أن الأمثال تضرب ولاتقاس فإننا إعتدنا كذلك طوال السنوات الثمانية عشرة الماضية على تشكيل حكومات هي عبارة عن "خلطة عطار" . وهذه الخلطة تبدأ من الإنتخابات البرلمانية بمجموعة من الوعود التي يقدمها المرشحون وغالبيتهم ممن يحلو له تسميته بـ "الحجي"  حتى لو لم يصل حتى الى منفذ عرعر الى  المواطن حامل اللقب الشهير المواطن الكريم. لكن ما أن تنتهي الإنتخابات وتظهر النتائج وتباركها الأمم المتحدة ومنظمة "مزورون بلاحدود" حتى تتبخر الوعود وتبقى في الغالب مجرد بقايا لافتات وفلكسات في الشوارع الى الدورة المقبلة حيث وعود نفخية أخرى. المواطن الكريم وبفضل الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي لم يعد مثل صاحبنا العطار السابق مع أن البوري واحد في كلتا الحالتين. كان صوت العطار السابق لايتعدى حدود جدران منزل "حجي نفخ" وجيرانه, بينما صوت المواطن الكريم الحالي اليوم يصل حتى الى جوزيف بايدن ولو على طريقة  .."بايدن هيلب مي".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك