المقالات

الغضب الذي يسبب اسهال الخليج..!


   نعيم الهاشمي الخفاجي  ||   الدول العربية لم تصنع نفسها بنفسها وإنما بريطانيا وفرنسا هي التي رسمت حدود الدول العربية وأشرفت على الاستقلال الصوري لهذه الدول إلى أن مكنت عوائل موالية للاستعمار لحكم الشعوب العربية، حكام العرب وبالذات شيوخ البترول بالخليج أدوات رخيصة لتنفيذ مشاريع الاستعمار ولايجراون على إغضاب من نصبوهم ومكنوهم على رقاب الشعوب العربية. أمريكا تحكم وتدار من مؤسسات وتلعب المراكز البحثية دورا مهما في وضع السياسة الخارجية، المراكز البحثية أعطت توصيات للإدارة الأمريكية الحالية في تخفيف الوجود العسكري بالشرق الأوسط والانسحاب من العراق والعودة للاتفاق النووي مع إيران، مشكلة الإعلام البدوي الخليجي يريد من أمريكا أن تشن حروب طائفية نيابة عن السعودية ضد إيران وكأن ترامب وبايدن وهابيين يكفرون كل من هو شيعي، لذلك الإعلام الخليجي مصاب في اسهال شديد من السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وإيران ويطلقون التعبير التالي «تغير المزاج»، أقول  الإدارة الأمريكية لولا وجود إسرائيل بالشرق الأوسط لانهت وجودها العسكري  من الشرق الأوسط بشكل نهائي لعدم أهمية الشرق الأوسط بعد أن أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول بالعالم. الإدارة الأمريكية أرسلت رسائل عديدة حول مسألة التسليح الدفاعي، كذلك هناك إشارات حول تحولات في العلاقة حول نظام الأسد في سوريا  لذلك  إدارة بايدن كانت قابلة على زيارة وزير خارجية الإمارات إلى دمشق وعودة العلاقات الخليجية مع الحكومة السورية، لايمكن إلى وزير خارجية الإمارات أن يجرؤ على زيارة دمشق دون موافقة واشنطن وتل أبيب،  الكثير من  المراقبين يرون أن الولايات المتحدة وبعد اجتماع بوتين بايدن الافتراضي توصلوا إلى تفاهمات حول إنهاء الصراع في سوريا وعودة الدولة السورية للسيادة على جميع الأراضي السورية، هناك توجه لدى الإدارة الأمريكية  تخفيف أو رفع مستوى الضغط على إيران، الحرب العالمية الثانية هي آخر الحروب المباشرة بين الدول العظمى بعد دخول السلاح النووي بل كانت الحرب العالمية الأولى بنظر ساسة معسكر بريطانيا هي آخر الحروب الكبرى بعد هزيمة الدولة العثمانية وتجزئتها، حتى  الرئيس  ويلسون (توماس وودرو ويلسون (بالإنجليزية: Woodrow Wilson)‏ (28 ديسمبر 1856 - 3 فبراير 1924) هو سياسي وأكاديمي أميركي شغل منصب الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة من عام 1913 إلى 1921. كان ويلسون من الحزب الديمقراطي وترأس جامعة برينستون وكان حاكما على ولاية نيوجيرسي) الرئيس ويلسون وصف الحرب العالمية الأولى بأنها الحرب التي ستوقف كل الحروب بعدها، كلام ويلسون قبل دخول السلاح النووي للحروب.  الانسحاب الأمريكي  الكبير من أفغانستان لم يكن أمر طبيعي وإنما بداية مشروع جديد للفهم الأمريكي حول الوجود العسكري بالخليج والشرق الأوسط لذلك انسحاب أمريكا من أفغانستان وتسليمها إلى طالبان المتطرفة  هذا الانسحاب الكبير  سيعبّد الطريق لكل الانسحابات الصغيرة  بظل وجود قوى مقاومة. الإدارة الأميركية لديها  تبدل في التصريحات حول إيران وحول  الاتفاق النووي إيجابية وانتهت لغة الوعيد والتهديد، ومن المثير للسخرية أن بهائم الوهابية أصابهم الرعب بسبب زوال إمكانية وقوع حرب مابين أمريكا وإيران أنباء إعادة الاتفاق مابين واشنطن وطهران  أثارت مخاوف غير مشروعة من قبل أعراب الخليج.  الواقع على الأرض بعد تضخم الدور الروسي والتمدد الصيني وبظل وجود ترسانة نووية هائلة هناك تفاهم أمريكي مع الصين وروسيا في تقاسم النفوذ بالعالم ودول الشرق الأوسط واعني الأنظمة أشبه تم تقاسهم مابين اللاعبين الكبار أشبه بجواري أو زوجات عليهن السمع والطاعة، الحمد لله رأينا زواج الدول الكبرى من شراذم زعماء العرب وجعلوهم كالجواري، الدول المؤثرة بالشرق الأوسط إيران وتركيا وإسرائيل وربما العراق يكون له دور مهم إن أحسن المكون الشيعي العراقي في توحيد صفوف ساسته وتوحيد خطاب احزابهم الشيعية، سوريا باقية ولها دور مهم، أما بقية الدول العربية فلاقيمة لهم وعليهم السمع والطاعة. نختم مقالنا هذا بقول ‏المفكر والاكاديمي البريطاني الراحل فريد هاليدي: من يروجون لفكرة أن الغرب يعادي المسلمين مخطئون جداً، لأنه ليس لدى المسلمين ما يهدد الغرب أبداً. ليس لديهم اقتصاديات كبيرة، ولا تكنولوجيا خطيرة ولا ترسانات نووية، فلماذا يخشاهم الغرب.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 24/11/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك