المقالات

التطبيع الناعم ..!


  جمعة العطواني *||    ليس صدفة او غباءا ان تقوم مجموعة من بعض الشخصيات العشائرية والنخب الاكاديمية بعقد مؤتمر للتطبيع مع الكيان الصهيوني في محافظة اربيل شمال العراق . كما انه ليس جهلا او غفلة من وزير خارجية العراق ( الكردي) فؤاد ان يجري حوارا تلفزيونا من قناة اسرائيلية، ويبرر ذلك ب ( جهلة) بهوية تلك القناة ، وهو الذي يمتلك مكتبا اعلاميا يعرف ادق تفاصيل القنوات الاعلامية وهوياتها. ليس انفعالا او غباءا ان يقوم بعض المتسكعين والمراهقين من نتاج تظاهرات تشرين بالدعوة علنا الى ضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتجري القنوات الصهيونية حوارات مع بعضهم . حقيقة ذلك ان التطبيع مع الكيان الصهيونى في العراق يحتاج الى مراحل ، ويحتاج الى اليات للوصول الى مرحلة التطبيع الرسمي من قبل الدولة العراقية، لان العدو يعلم ان الشعب العراقية بحكم انتمائه الاسلامي وعقيدته السليمة، وفطرته وتقاليده الاجتماعية التي تربى عليها لا يقبل التطبيع ، بل ان مصطلح( التطبيع) غير مستساغ سماعه او هضمه اساسا ، ولهذا يحاول الامريكان والدول الغربية، فضلا عن الكيان الصهيونبة ان يعملوا على مراحل للوصول الى اهدافهم ومن اهم هذه المراحل هو محاولة تقبل هذا المفهوم( التطبيع) لدى ذائقة ومزاج الشعب العراقي من خلال تناوله بشكل يومي بواسطة بعض الفعاليات الاجتماعية والاعلامية وامتصاص ردة فعل الشارع العراقي. تجري عملية الامتصاص من خلال نشاطات اجتماعية ولقاءات من شخصيات سياسية واعلامية ومواجهة ردود الافعال الشعبية بواسطة بعض الادوات الرخيصة من اعلاميين وناشطين مدعومين من سفارات ومنظمات صهيونية. من الجدير بالذكر غالبا من يتم اثارة هذا الموضوع ( التطبيع) في مناسبات سياسية واقتصادية صعبة يمر به العراق، وفي ظروف يشعر بها المواطن بحالة من الرفض والامتعاض من الطبقة السياسية،  وبخاصة الطبقة السياسية الرافضة للتطبيع من الكيان الصهيوني ، حتى تكون ردود افعال الناس ضد التطبيع ردودا (باهتة ) او متعاطفة احيانا مع هذا المشروع، ليس حبًا بالكيان الصهيوني بقدر ما هو بغضا بالقوى السياسية التي يشعر المواطن بانها لم تقدم له ما يطمح اليه من العيش بكرامة وتلبي متطلباته اليومية . هذا النوع من التطبيع يمكن لنا ان تصطلح عليه ب( التطبيع الناعم) كجزء من الحرب( الناعمة) الثقافية والفكرية التي يتحرك بها العدو لتحقيق اهدافه بعد فشله وخسارته في الحرب ( الصلبة) على طول جبهة محور المقاومة .   *مركز افق للدراسات والتحليل السياسي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك