المقالات

الهروب من «جنة هلي»

2288 2021-11-15

 

حمزة مصطفى ||

 

ليس بوسع وزارة الهجرة والمهجرين في العراق، أو وزارات المغتربين في دول عربية أخرى عمل شيء لمنع تدفق المهاجرين العراقيين والعرب الى {نار} أوروبا بعد أن فقدوا شروط العيش الكريم في {جنة هلي} على طريقة حمدية

صالح.

كان الشوملي في الماضي طبقا هو أقصى طموح من لديه مشكلة مع جنة أهله.

وإذا كانت أغنية الشوملي اختزلت أزمة العاشقين أيام زمان إذ لم تكن هناك وزارات للهجرة والمهجرين، فإن أزمة المهاجرين الجدد لاتبدو عاطفية لكي تحل

بالتباس العلاقة بين البحث عن نار تتفوق لأول مرة عن الجنة المقصودة وهي الصلة بالحبيب الظالم أيام ذاك والصلة اليوم بالوطن الظالم والمظلوم معا بلغتنا التفكيكية

المعاصرة.

بين هذا وذاك، أي ما تحاوله وزارات الهجرة والمهجرين سواء في بلادنا أو البلدان التي سلك مواطنوها درب منيسك في الطريق الى القارة العجوز والتي تتلخص في  الغالب في دفع أموال للعالقين إن كانوا على الحدود البيلاروسية أو حدود المقدادية أو تسهيل العودة لمن يرغب.

وقد تزيد هذه الوزارات لهم من الشعر بيتا وذلك بأن {تدق} لهم اليتيمة، أي جنجلوتية الوطن

والمواطنة.

أو ربما تحثهم على حفظ عن ظهر قلب بيت الشعر التالي “بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة.. وأهلي وإن شحوا عليَّ كرام».

شخصيا أقترح على الصديق الدكتور كريم النوري تسجيل هذا البيت الشعري الذي {ينكط} وطنية صوتيا وإسماع المهاجرين والمهجرين به بدءا من استعلامات الوزارة الى خيم المهاجرين وانتهاء بركوب الطائرة المغادرة الى مينسك بحثا عن نار أوروبا بعد أن تخلوا  طائعين مختارين لا محزوزين ولا ملزوزين عن {جنة أهلهم} ناسين متناسين في لحظة غدر أنين الراحلة حمدية صالح في طريقها المعبَّد بالسبيس الى الشوملي نظرا لتزامن هجرتها مع نهاية فترة الدعاية الانتخابية، ذلك الأنين الذي يقطع نياط القلب وهي تصدح {لنسه عمامي وهلي وأتعنى

للشوملي».

السؤال الأكثر براءة وخبثا في الوقت نفسه.. لماذا تظل بلداننا إن كانت بلدان العالم الثالث أو دول الربيع العربي طاردة لمواطنيها؟، هل يكفي استحداث وزارات للهجرة والمهجرين أو المغتربين؟، هل يكفي الإعلان عن تقديم التسهيلات عند العودة؟، لماذا لانبني بلدانا  تجعل عجائز أوروبا يهاجرون الينا مع كلابهم الأليفة بوصفنا من أفضل البلدان التي تذكر .. محاسن موتاها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك