المقالات

ابعاد موقف إيران من محاولة استهداف مصطفى الكاظمي 


  هادي بدر الكعبي ||    أولا/ المواقف :    اكتسبت عملية الاستهداف التي تعرض لها منزل مصطفى الكاظمي اهتماما خاصا من الجانب الإيراني الذي سارع إلى إصدار البيانات والتصريحات فضلا عن إيفاد المسؤولين من قبيل (إسماعيل قااني) إلى العراق لمحاولة تقليص حدة الأزمة القائمة في المشهد العراقي،حيث أكد وزير الخارجية الإيراني(حسين امير عبداللهيان) أن من نفذ محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي (مصطفى الكاظمي) هم من يريدون السوء للعراق وضرب الاستقرار فيه، وخلال محادثة هاتفية مع نظيره العراقي (فؤاد حسين)، أضاف (عبداللهيان) أن مثل هذه الأحداث تزعزع استقرار وأمن العراق الصديق، إذ يقوم بها متعصبو العراق من أجل تقويض الأمن والسلام في العراق. كما اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية (سعيد خطيب زاده)، عن إدانته باسم بلاده لهذا الاستهداف لرئيس الوزراء العراقي، مؤكدًا موقف إيران الثابت والداعم للاستقرار والأمن في العراق، وأوضح (خطيب زاده) أن مثل هذه الحوادث تصب في مصلحة الذين انتهكوا استقرار العراق وأمنه واستقلاله وسلامة أراضيه على مدار 18 عشر عامًا سابقة، وخلقوا جماعات إرهابية وتحريضية، وسعوا لتحقيق أهدافهم الإقليمية الخبيثة. مبديًا أمله في أن يتحد ويتعاون الشعب العراقي والحكومة والتيارات السياسية في سبيل تنمية وازدهار البلاد. في حين أكد امين مجلس الأمن القومي الإيراني (علي شمخاني)، على وصف الحادثة بأنها فتنة جديدة، مشدّدًا على ضرورة البحث عن خيوطها في مراكز الفكر الأجنبية التي لم تجلب للشعب العراقي المظلوم سوى انعدام الأمن وخلق الفتن وعدم الاستقرار عبر إيجاد ودعم الجماعات الإرهابية في هذا البلد من أعوام خلت، على حد قوله. من جانبه رأى السفير الإيراني السابق في العراق (حسن دانايي فر) أن محاولة اغتيال الكاظمي فتنة لقطع طريق الديمقراطية. مشيرًا في حوار مع صحيفة (اعتماد)، أن هناك بعض الأطراف الأجنبية تسعى لاستغلال هذه الأحداث لتشكيل حكومة (طارئة) أو حكومة (إنقاذ وطني) تكون غير مسؤولة تجاه البرلمان. ولفت (دانايي فر)أيضا إلى أن هناك من يعتقد بأن محاولة اغتيال الكاظمي جاءت لتمنع الاستمرار بالاعتراضات على نتيجة الانتخابات. وبعد ذلك يتضح بأن ثمة  ابعاد هامة دفعت إيران إلى إبداء هذا الاهتمام اتجاه محاولة الاغتيال والتي تعود إلى:  ثانيا/ الأبعاد:  1- احتواء تصاعد حدة الاستقطاب السياسي والامني في العراق وانعكاساتها على مظاهر الحياة السياسية والامنية بما قد يعيد تفكيك المنظومة السياسية والامنية الراهنة، مع عدم الاغفال عن محاولة تجنيب القوى القريبة من إيران خسارات جديدة لاسيما بعد نتائج الانتخابات الأخيرة. 2- سلب الجهات التي تقف وراء العملية من تحويلها إلى مفتاح لتنفيس الاختناق السياسي الذي تواجهه حكومة الكاظمي لاسيما بعد أحداث المنطقة الخضراء وتجاهل مطالب المحتجين على نتائج الانتخابات. 3- استباق الضغوط التي يمكن أن تتعرض لها القوى القريبة منها من جانب بعض القوى الدولية والإقليمية بتحميلها المسئولية عن الحادث لأجل إدخالها في عزلة سياسية. 4- تعمدت إيران الإعلان عن هذه المواقف لممارسة أكبر قدر من الضغوط على الحكومة العراقية من أجل دفعها إلى اتخاذ إجراءات حقيقية للكشف عن حقيقة ما جرى في عملية الاستهداف،وايضا لمنعها من استغلال الحدث للتغطية على الممارسات التي حدثت في استهداف المحتجين. 5- قرأت إيران المواقف الأمريكية إزاء آليات التعامل مع عملية الاستهداف بأنها تسعى إلى رفع سقف إجراءاتها على بعض القوى الولائية في العراق لأجل فرض المزيد من الضغوط، وبالتالي جاء الإعلان عن تلك المواقف لكبح تلك الضغوط وانتزاع زمام المبادرة من أمريكا التي دخلت خطواتها في إطار الفعل، ولبعث رسالة ردع واضحة بأن إيران لا يمكن أن تقبل باستهداف حلفائها في العراق. 6- تعزيز قدرة إيران على احتواء الأزمات، مع توجيه رسائل الى الجهات التي تسعى إلى استغلال الحدث بأن كلفة الفوضى في العراق ستكون عالية ليس بمقدور تلك الأطراف إيقاف تداعياتها وانعكاساتها الإقليمية والدولية. 7- تسعى إيران عبر الإعلان عن تلك المواقف لأجل تجنب وصول ارتدادات الأزمة الناتجة عن استهداف مصطفى الكاظمي إلى حد الفوضى التي تسعى إليها أمريكا لتعقيد المشهد السياسي والأمني في العراق أكثر مما هو عليه الآن.  8- التأكيد لأمريكا وبعض الأطراف التي تقف وراء الحادث بأن إيران لن تسمح لهم باستخدام الملف العراقي كورقة ضغط في المفاوضات التي تهدف إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي. 9- تريد إيران التأكيد بأن المشهد العراقي مرتبط بدائرة الامن القومي الإيراني وأن إيران سوف تواصل جهودها الرامية إلى بقاء الأوضاع في العراق نحو التبريد لا التسخين. 10- توجيه رسائل تفيد بأن إيران رغم ما تتعرض له لن يمنعها ذلك من الانكفاء على نفسها وترك حلفائها فريسة لأمريكا تعبث بهم ما تشاء وهي حاضرة لمنع تمرير مؤامراتها في العراق. 11- مسارعة إيران في اتخاذ هكذا مواقف مرتبط بمحاولاتها لاستباق اية اتهامات قد تتعرض لها بطريقة أو بأخرى خاصة وأن الأطراف الخارجية والإقليمية رجحت أن تكون العملية ناتجة عن مساعدة إيران لحلفائها في العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك