عهود الاسدي ||
لعبة فلوكلوريا جميلة اسمها ( صگلة ولاگ ) يستعمل فيها عودان خشبيان يضرب العود الصغير بالكبير ضربة قوية ليصل الى ابعد مدى ممكن فيفوز الذي يحرز المدى الابعد ، كانت الخصوم تجتمع للمنافسة على هذان العودان ليحقق كل منهم اقصى غايته وذلك حسب قوة ضربته ، واليوم نرى ان الكبار حاولوا تقليد تلك اللعبة لكن ليس بنفس البراءة ولا بحدود الاستمتاع انما لغايات مادية وسلطوية فتركوا الاغصان واخذوا يحاولون اقتلاع الجذور ليلعبوا بها لعبتهم السياسية التي تحقق مآربهم الدنيوية ، فتارة حاولوا مع جذور المذهب المعتدل الحق المتأصلة في ارض المقدسات ، وتارة حاولوا اللعب مع العروبة والاعراف القبلية الراقية السليمة والتي امتدت الى الاف السنين ، ومحاولات كثيرة لاقتلاع جذورنا العراقية العميقة باءت بالفشل الذريع ، فقد نسوا او تناسوا ان العراق تنوعت اطيافه والوانه منذ قرون وهو ارض الديانات والمذاهب والمقدسات حتى اصبحت الوانه متناغمة منسجمة مع بعضها لا يمكن فصلها او اقتلاعها ، وقد غفلوا عن اختلاط الانساب ومقاعد الدراسة وبساتين الفلاحة ومكائن المصانع بين العرب والكرد والسنة والشيعة والايزيديين والشبك والكلدان والاكديين والمسيح والصابئة حتى إن الصابئي والمسيحي يقسم صادقا وحبا بابي الفضل العباس عليه السلام ..
وكان الشيعي يزور الكنائس قاصدا لطلب المراد من مريم العذراء عليها السلام .. والعربي ذاهبا خاطبا لفتاة كردية ، والكردي راغبا بالنسب العربي وساكنا في الجنوب مشاركا اخوه الجنوبي في كسب الرزق ، لقد غفلوا عن عمق العلاقات الانسانية العربية العراقية التي غاصت جذورها في ارض العراق فحاولوا اللعب مع الجذور وكان ردها قاسيا طاردا لاصابعهم المجندة للخارج الطامع ..
فالعراقيون جذورهم متشابكة متينة ومتمسكة بالارض على اختلاف الوانها فصافحت جذور النخيل في الجنوب جذور اشجار الجوز على اعلى جبال الشمال الحبيب وقد تعانقت جذور البرتقال مع جذور التين والنبق في جنوب ووسط العراق فتكونت خريطة العراق من تلك الجذور المتشابكة .
https://telegram.me/buratha