المقالات

معنى قولنا أن الحسين وارث آدم صفوة الله؟!


 

سرى العبيدي *||

 

شهر محرم هو أشبه بالمحطة، يجب علينا أن نقف عندها، لكي ننظر ما هي هذه المحطة، وكيف بقيت صامدة، منذ ذاك الزمان لهذا الزمان؟!

فعلا نحن نعجز عن التفسير ،لكن ما ﻻ شك فيه ان خلف هذه المحطة مصلح حقيقي ،عمل على تثبيتها كل هذه العصور بدمه، واهله وماله، حيث قال :" تركت الخلق طرا في هواك وأيتمت العيال لكي أراك " وهو أول من رفع شعار الحرية ووقف بوجه الظلم.

عليه السلام كان يقول "كونوا أحرار في دنياكم"، أن هذه الثورة اﻻصلاحية كان لها إعلام صادق وجنود تعمل قبل وقوعها تحشد لها، بل كانت هذه الجنود من طبقة أﻻنبياء واﻻولياء، ما أعظمها من ثورة ،يمهد لها آدم ، وإبراهيم ،"السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله "السلام عليك "يا وارث إبراهيم خليل لله " كيف ورث هذا المصلح أﻻنبياء، وما هو هذا الإ رث الثمين؟

إن هذه الثورة الإصلاحية ،كان صاحبها ينادي ، "هل من ناصر ينصرنا " هو كان يعلم بقلة العدة والعدد ، وكان يعرف نهاية هذا الطريق،لكن كان يعد البناء التاريخي لتلك المحطة ،لكي يجعلها ثابتة ورصينة ،ومازالت ثابتة الى يومنا هذا ، لذلك قام اﻻمام الحسين بالثورة ضد الطاغية الملعون يزيد ملاعب القردة ، شارب الخمر ،قام اﻻمام الحسين (عليه السﻻم ) برفع شعار الحرية ،بعد مقتل معاوية بن أبي سفيان ، في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة ،لتتجسد معالم هذه الثورة ،للبحث عن الوجود إﻻنساني، داخل النفوس الضعيفة التي تؤمن بفكر إلغاء الغير ، والتسلط على رقاب الفقراء والمساكين ، نستطيع أن نستلهم من هذه الثورة الإصلاح الدروس والعبر ، رغم بساطة العدة والعدد، امام جيوش الكفر واﻻرهاب.

كانوا يملكون كل وسائل الحرب ،كما اليوم أحفادهم.

 لكن كان لهذا العدد القليل إيمان بالمشروع الرباني، ﻻ يتحرك لهم ساكن ،نعم خطوا أسمائهم في قلوب المؤمنين، حيث كان الرد " لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذليلِ ولا أقر لكم إقرار العبيد"هذا المصلح العالمي يريد منا عدم المبايعة او التهاون مع الاستكبار العالمي الاجرامي المتمثل بكبار الشيطان الشر امريكا واسرائيل،وال سعود الخبثاء .

هذه المحطة التي استمرت بدماء الرضيع، ونحر الحسين الشهيد ، وكف الكفيل ،تحتاج إلى دماء لكي تستمر ،وهذه الدماء مازالت تسيل ليومنا هذا ، للدفاع عن هذا المشروع الرباني، مازال اﻻبطال في حشدنا المقدس يقدمون أفضل التضحيات والفداء ، سيدي المشروع ليومنا هذا يعطي شباب ، كولدك القاسم في كربلاء،وكحبيب ابن مظاهر هناك كبار في سوح الجهاد.

العجب كل العجب؟! من يحاول أن يحرف هذا المشروع ويحجم ذلك الدور الكبير لقائدنا الحسين( عليه السلام) ليجعل منه مجرد ايام معدودات ،تقاس بعشر أيام أو أكثر بقليل ،ان الحسين ﻻ يقاس بتغير الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ، أو لبس السواد ، أو ضخامة الموكب؛ ﻻ نختلف على هذه الشعائر ، لكن لو خلت من المعنى أﻻساسي تصبح مجرد حالة يتعود عليها الناس دون فائدة ، لنجعل من ثورة اﻻمام الحسين (عليه السلام ) ثورة عالمية ،وأن نعيشها في ، البيت ، الشارع ، المسجد وفي كل مكان فعلا قد وراث هذا المصلح صفات أﻻنبياء .

اني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح..ونبقى نكرر الإصلاح كما قالها الحسين (ع)

 

*طالبة دكتوراة نظم معلومات

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك