المقالات

الثورة الحسينية في الذكرى الاربعينية

1195 2021-09-27

  قاسم الغراوي  ||                             تحتفل الشعوب بابطالها الذين صنعوا التاريخ وتركوا بصمة واثر في حياتهم ، يحتفلون بهم لانهم غيروا مجرى التاريخ لصالح تلك الشعوب ، حينما حملوا مشعل الحرية وهم يضحون بارواحهم من اجل العدل والانسانية والخلاص من الظلم والفساد . وتختلف الشعوب حينما تستذكر ابطالها بطريقة احتفالها وتكريمهم لهذه الشخصيات بما يتلائم مع ثقافتها ووعيها وتاريخها اولا وقيمة وتاثير ماقدمته تلك الشخصيات ، واستذكار مثل هذه الشخصيات هو لاستلهام فيض عطاءها ودروسها وتضحياتها حيث تتربع قمة المجد لما قدمته من تضحيات كبيرة ، وهي تقارع الظلم من اجل بناء مجتمع خالي من القهر . ان مسيرة الحياة لاتخلو من هذا الصراع الابدي وكاننا نجد في كل زمن حسينآ ويزيدا ولكل فرعون موسى يتنازعان الحياة ، سر اينما شئت في شؤون الحياة فلسوف ترى امامك صور من ذلك الصراع الخالد يتكرر هنا وهناك كل يوم . وهاهو تاريخ الانسانية مفعما بمثل هذا الكفاح بين الحق والباطل اذ انجرف المجتمع البشري في هذا السبيل تارة وفي ذلك السبيل تارة اخرى  ، (فاذا نحن اهملنا التفريق بين حسين ويزيد في التاريخ جاز لنا ان نهمل التفريق بينهما في اي زمان وبهذا قد يلتبس علينا وجه الحق وتشتبك حدود الظلم  (والعدل معا بحيث لاتستطيع لها فصلا ولاتميزا . الحسين (ع) شخصية فذة امتلك ارادة التحدي  بوعي وايمان بالتغيير من خلال ثورته ضد الظلم  ورغم قلة الناصر والعدد ثبت على القيم التي امن بها هو واصحابه وال بيته . ان الدين الذي يدعو الى الانقياد المطلق لارادة الرب  هو في الوقت ذاته وللسبب ذاته يدعو الى الثورة ضد الطغيان على كل ماسواه ، وكل خطاب فيه الى عبادة الله ونبذ عبادة الطاغوت . كان الحسين ثوريا بدينه ، والدين الثوري هو دين يغذي اتباعه ومعتنقيه برؤية نقدية حيال كل مايحيط بهم من بيئة مادية او معنوية ويكسبهم شعورا بالمسؤولية تجاه الوضع القائم يجعلهم يفكرون بتغييره ويسعون لذلك. ثورة الحسين امتدادا للرسالة الاسلامية التي قادها جده رسول الله (ص) لتغيير الواقع البائس الذي تعيشه العرب فكذلك الحسين احيا سنة جده الذي دعى الى العدل والسلام والانسانية بعيدا عن الظلم والفساد . انها حركة ثورية لمواجهة سلطة عاثت في الارض الفساد  وتهدف حركته الى استبدال الوضع القائم  بوضع اخر مثالي وتحقيق هدف الحياة وتاسيس مجتمع يقوم على دعامة العقيدة والرسالة الاجتماعية الرافضة لعبادة الطاغوت والقضاء على الطواغيت واقرار مبدا التوحيد لكي تتجلى فيه الوحدة البشرية والعدالة الاجتماعية . الصوت الثوري يتجسد في حقوقكم وحق الوطن التي يسعى لها من يمثلكم في الانتخابات لانتزاعها تحت قبة البرلمان القادم ، بصدق انتمائها للشعب والوطن وهي الصوت المعبر عن تطلعاته المشروعة. ما احوجنا للحسين بيننا وما اتعسنا بابتعادنا عن قيم ثورته النبيلة والتاسي بما قدمه ونحن نعيش حكم سلطة الفساد وفقدان الكرامة وتهديد وجودنا .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك