ازهار ال عبد الرسول ||
وجدٌ ام معركةٌ ضروس؟
العاشر من شهر محرم الحرام الذي حرم الله فيه القتال، في ارض كرب وبلاء في ساحة الوغى حيث تدور رحى المعركة، معركة (الله) الطف، بين شريعة الغاب وبين شريعة الله، بين علوج وحزب الشيطان وبين أمناء الرحمن؛ المتمثل بقطب عالم الوجود والفيض الالهي، وبين أبناء الطلقاء والباطل الزهوق.
بعد زوال غبرة المعركة و صليل الصوارم تظهر تجلي من تجليات الرحمن - امرأة - قدسية - أنسية - زينبية، تشق عنان السماء قبل الثرى، تشطر صفوف الاعداء الى شطرين - مهابة - واجلال - وتبجيل كأنها حُسام ذو الفقار، بخطوات واثقة كلها كمال تتجه نحو جسد اخيها (الحسين) ترى امامها الامامة قد سُلِبَت، ومن القفى قد نُحِرَت، وبحوافر الخيل قد طُحِنَت، رؤس أخوتها وابنائها قد فُرِقَت ، وعلى القنا قد رُفِعَت، وخيم حُرِقَت، وابناء العمومة قُتِلَت، أوصالهم قد قُطِعَت، واصحابه بين قتيل وذبيح.
تجلس بكل عفة ووقار عند اشلاء جسد اخيها الحسين عليه السلام وتقول كلمتها التي خلدها وبجلها التأريخ: (اللهم تقبل منا هذا القربان).
سؤال هل نعي ونفهم هذه الجملة العظيمة والبليغة؟ ولمن هذا القربان؟
هل قدموا (اهل البيت) عليهم السلام هذا القربان
لأجل الدين؟
ام لأجل الانسانية؟
الله سبحانه وتعالى جعل الدين - شرعة - ومنهاج - وطريقة لخدمة الانسانية، اذن: الجواب بيّن وواضح، هم قدموا هذه التضحيات لا لأجل مثوبة بل لأجلي ولأجلك ولأجل الانسانية ايها الموالي، ليرفعوا الظلم والاستبداد والاستعباد لبني البشر، (كونوا احرار في دنياكم) ويرفضوا الذل والخنوع لأي - يزيد - فرعون - عصره. فاصبحت ثورة (الحسين) عليه السلام منهلاً لعظماء العالم تعلموا كيف ينتصر دم الأحرار على اعتى الجيوش ويبقى خالداً.
فقد أستمد - حشد الله المقدس - قوته المعنوية من تضحيات اهل البيت عليهم السلام، ورددوا شعاراتها (هيهات منا الذلة)
لإعلاء كلمة الحق وازهاق الباطل، ورفض الفساد والجور وحفظ الارض والعرض.
هذا موقف من مواقف الطف الخالدة، تراها الارومة الهاشمية في موقف أخر امام زهو وعنجهية وشماتت ابن زياد تلجمه وتصعقه برد مزلزل عند سؤاله: كيف رايت صنع الله بأخيك؟
فقالت: (ما رأيتُ الا جميلاً)
نص بقمة البلاغة يعجز الكلام عن بيان فحواهُ، وتقف الكلامات عاجزة عن توضيح جوهرهُ، سيدتي هذا الجمال الذي شاهدتيهِ لا يدرك بالحواس والعين الباصرة، وانما يدرك بالفكر - والعقل - والقلب، اي جمال؛ واي وجد؛ واي حب؛ رأيتيه مولاتي؟ وأخوتك مجزرين كالأضاحي، اي رباطة جأش وكل هذه المصائب وانت ترينها جميلاً.
مولاتي لا احد يستطيع ان يصف ما جرى عليكم من مصائب وأهوال، الله سبحانه وتعالى وانتم اعلم بها، من قتل وترويع وترهيب وجوع وعطش… كل هذا بمرئى ومسمع منك وانت تصفيه - بالجمال - لانه في عين الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، ما اعظمك من أمرأة قيادية فقد شاطرتِ الحسين عليه السلام بثورته واكملتِ المسير، وحافظتِ على الامامة والعيال، فكنتِ صدى صوت الحق وإعلامه ضد الطغاة والفاسقين.
فسلام الله عليكِ ايتها الراضية بالقدر والقضاء، يا بنت صاحب الحوض واللواء، يا شريكة سيد الشهداء، يا بطلة ملحمة كربلاء، سلام من اقطار السموات والأرض الى ضريح روضتك الغَنّاء
ــــــ
https://telegram.me/buratha