المقالات

قراءة بسيطة للبرلمان القادم

1303 2021-09-24

 

 قاسم سلمان العبودي  ||

 

 

لاايخفى على المتلقي اللبيب أن هذه الإنتخابات ستكون مهمة لدرجة ، ربما لايستوعبها البعض ، من الذين يأسوا من تغيير الحال من الدورات السابقة للبرلمان العراقي .

تأتي أهمية وخطورة هذه الدورة من مجمل معطيات نشير اليها بما يلي :

⭕ ضبابية الأئتلافات بين الكتل السياسية هي السمة الأبرز في هذه التحضيرات الأنتخابية .

⭕ الأنسحاب الإمريكي المحتمل من العراق ، أذهب ببعض الإحزاب العراقية صوب كردستان لضمان ولائها للسفارة الإمريكية ، بأعتبار أن أقليم الشمال المهد القادم لولادة ( دولة كردستان ) في حال صعود الإجنحة المقاومة للمحتل كا الفتح وحركة حقوق الشبابية ،  لما تمتلكه  من عمق جماهيري رافض للتواجد الإجنبي ، فضلاً عن التهديد المستمر بأقلمة العراق الجديد .

⭕ صعود محور المقاومة وأنتصاره الباهر في جبهات اليمن وفلسطين والعراق وسوريا ، فضلاً عن التقارب الكبير بين الجمهورية الإسلامية ،  والسعودية ، أصبح هاجساً مقلقاً للمكونين السني والكردي ، مما ينبيء بتكوين تحالفات قادمة في حال صعود هذان المكونان بمقاعد كبيرة ، للإجهاز على القرار البرلماني القاضي بأخراج المحتل الإجنبي  .

⭕ أنسحاب بعض الكتل من الأنتخابات ثم العودة صاغرة ، أعطى زخماً كبيراً للمكون السني والكردي بأستمالة التيار الصدري الذي بدأت قواعده بالأنحسار ، والكل يعلم بأن المكونين السني والكردي لم يصوتا على قرار خروج القوات الغازية من العراق ،  علماً أن التيار لديه تحفظ كبير على قرار البرلمان ، مما يجعلنا نعتقد بأن هناك أجندة أمريكية تتحكم بالمشهد السياسي العراقي في محاولة لتدوير رئيس الوزراء الحالي الكاظمي الى ولاية رئاسية ثانية ( رغم أنها مستبعدة ) لكنها محتملة الحدوث  .

⭕ تفكك البيت الشيعي ، وعدم الإستقرار على كثير من القرارات المصيرية ، ربما يفوت الفرصة بحصول المكون على رئاسة الوزراء ، وذلك حسب قانون الإنتخابات الجديد ، والذي يحمل بين بعض  فقراته ما يمكن المحكمة الإتحادية  العليا من التلاعب  بأحقية المكون في الكتلة الإكبر وبالتالي أحقيته في  رئاسة الوزراء والمفروض مضمونة دستوريا بحسب المواد الدستورية .

⭕ أختلاف الحزبين الكورديين في أحقية رئاسة الجمهورية ، هو الآخر شتت البيت الكوردي المتماسك في الدورات السابقة ، وذهب ببعضهم لمغازلة أحزاب الوسط والجنوب ، ناشدة الظفر بالمنصب بأعتباره حقاً كفله الدستور .

⭕ أحزاب المكون السني أيضاً لديهم تناحر على بعض الإستحقات ، قرباً وبعداً عن المحور الخليجي الداعم الرسمي للمكون السني ، والذي يتماها مع السفارة الإمريكية في مشروعها ، فضلاً عن التقارب الكبير الحاصل بين الجمهورية من جهة وبين دول الخليج من جهة أخرى ، صدع التحالف السني .

⭕ ابقاء السفارة الإمريكية على بعض التشرينين في شوارع الجنوب ودعمهم  لأستخدامهم في حال صعود حكومة تتسم ببعض الوطنية لأسقاطها فيما بعد ، أسوة بحكومة السيد عادل عبد المهدي . مما يعني أن الهيمنة الأمريكية ماضية في خطتها من أجل الإستحواذ على العراق وتجربته الإنتخابية .

تبقى مسألة مهمة جداً ، وهي أخطر حلقة من مخاطر العملية الأنتخابية ، وهي عملية العد والفرز الإلكتروني المزمع وضع سيرفرات العد والفرز في دولة الإمارات العربية المتحدة .

جُل ما نخشاه هو التلاعب بتائج العد والفرز ، بتصفير بعض الإصوات ، وأضافة أخرى للخاسرين ، حسب أهواء السفارة وأدواتها . على مفوضية الإنتخابات ألا تركن للضغوط الإمريكية بنقل السيرفرات الى خارج العراق ، وأن تتحمل مسؤلياتها بالحفاظ على نتائج الأنتخابات ، عسى أن تنتج لنا حكومة وطنية تستشعر هم المواطن العراقي الذي أعيتهُ التراكمات البرلمانية السابقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك