المقالات

ذاكرة الجمر..ذاكرة النار..!


 

سلام الطيار ||

 

الذاكرة تلك المفردة الخلابة والفاتنة (الذاكرة).. الأيقونة المتفردة التي نقاوم من خلالها الفناء، فالذاكرة في النهاية تساوي الحياة نفسها.

الحقيقة هي ان كل كتابة تمثل ذاكرة، حتى تلك الأعمال التي تتناول المستقبل، حيث يتوارى الحاضر، ويبدو الماضي بعيداً، ولكننا في النهاية ونحن نرسم سيناريوهات المقبل لا نستطيع التخفف من الذاكرة.

لا تقتصر الذاكرة على الماضي وحسب، ولكنها آنية، راهنة، متشوفة، أداة ضبط لسلام الفرد الداخلي وتصالحه مع ذاته، عندما يفقدها يتيه، وربما تتعرض حياته للخطر، الذاكرة وسيلة يدرك من خلالها المجتمع موقعه في العالم، وتساعده في توجيه بوصلته في المستقبل. ولمركزية الذاكرة وأهميتها الفائقة تتعرض للتوجيه والتزييف ومحاولات السرقة وربما المحو.

القوى والأحزاب والحركات السياسية كائنات معنوية بذاكرة جمعية..ذاكرة احتفت دوماً بالمقاومة والسير البطولية، ذاكرة لضمير الشعب الذي يرفض المهادنة أو المساومة..الذاكرة الجهادية لا تعرف التبرير أو الأعذار، ولا المناورات والصفقات التي تتم من تحت الطاولة، ولا تعترف بالهزائم والانكسارات والأمر الواقع..

 ذاكرة القوى المجاهد ثقيلة دائماً لا تنسى حقها، أو من ظلمها يوماً.. ذاكرة تتنقل من جيل إلى آخر ومن لسان إلى أذن، ومن هنا ديمومتها وأهميتها، والسعي الدائم للهيمنة عليها ليس من خلال الكتب والإعلام،  وطمسها أو تشويهها بوسائل الدعاية المعادية المختلفة.

إنها حرب مضادة بكل أبعادها، ويقينا ان الصراع كان دائما على الأفكار أو الرموز تاريخية، وهوأيضا كان صراعاً حول البشر.. حول الذاكرة.

الذاكرة السياسية التي يسعى المجلس الإسلامي ألعلى لتدوينها، لا تحيل إلى الماضي كما يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى، هي الحاضر دوما، أفق متحرر من الزمان بمفهومه الخطي، دورة متجددة بالحياة يعيشها الإنسان كما عناصر الطبيعة. الذاكرة تحفظ وجودنا الهش والخاطف من الفناء.

تختزن مسيرة المجلس الإسلامي ألاعلى من الذاكرة والتجارب السياسية والجهادية ما يمكن أن يشكل مخزونًا معرفيًا ومعلوماتيًا يمكن أن يمثّل أحد أكبر روافد الهوية الوطنية العراقية، على الرغم من قساوة تلك التجارب ومن الخيبات التي تعرضت لها والثغر التي وقعت بها في بعض جوانبها.

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك