المقالات

الباقيات الصالحات!..

1401 2021-09-16

  ا.د. جهاد العكيلي *||    مع أن الكثير من علماء الدين إختلفوا بتفسير معنى (الباقيات الصالحات) إلا إنهم لم يختلفوا بالمعنى العام ومفاده، أعمال الخير سواء بالقول أو الفعل التي يبقي ثوابها للإنسان .. كما أن القول الذي ينسب للأمام علي عليه السلام (إعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا) ضرب من ضروب الخيال يقود إلى حالة من حالات التعميم ..  وفي سياق هذا المفهوم نستطيع القول أن العمل وفق (أعمل لاخرتك كأنك تموت غدا) لا يمكن تعميمه طِبقا للواقع الذي نعيشه، وطبقا لظرف الناس، وتقلبات حياتهم المعيشية، ذلك أن الحياة الدنيا التي يعيشها الناس قد جردتهم من أشياء كثيرة حتى صارت مركزا للجذب والإستقطاب، فشغلتهم عن أمورٍ عديدة جعلت الكثير منهم يلهثون وراء كل شيء من أجل تحقيق حاجاتهم ورغباتهم وحتى أهوائهم في أحيان كثيرة لكن بعضهم صار مغرورا طامعا بدنياه ولا يكتف، بما هو ما بين يديه، متزينا بجمال الدنيا وما فيها من مباهج ومغريات غير آبهٍ لما يصيب الآخر من فقرٍ وعوز وحرمان جراء ذلك ..   وإذا ما وضعنا أصحاب الشأن السياسي في العراق بين هاتين الكفتين، كفة العمل الصالح والكسب المشروع وكفة الطمع والغرور، فأننا نجدهم في محل غير المعنيين لا بالباقيات الصالحات، ولا بـ (أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)، والمقياس العقلي في هذا يفيد بأنهم قد تراجعوا تماما عن مفهوم الحياة والإنسانية وهم يتسترون بأغطية كثيرة كوسيلة من وسائل خداع الناس والكذب عليهم لكسب المزيد من المال الحرام بطرق غير مشروعة، والتجاوز على حرمات وممتلكات الدولة، وكسر هيبتها وهيبة الشعب بطرق تهدف إلى تفقيره والسيطرة على ثرواته وأمواله، وهو ما يعني في النهاية تهميشه وإستلاب حقوقه التي تضمن له العيش بالحياة بالعمل الصالح، وليحيا فيها حياة حرة وكريمة أسوة بالأمم الأخرى كون هذه الأمم قد آمنت إن الخالق خلق هذه الحياة وجعل لهم فيها جزء لا يتجزأ من طقوس العبادة والتقرب للخالق فضلا عن الواجب الوطني الذي تؤديه تجاه شعوبها مسترشدين بقانون السماء وقانون الأرض بخلاف أصحاب السياسة في بلدنا الذين نراهم يتحدثون عن العدل والمساواة لكنّهم يبتعدون كل البعد عن (الباقيات الصالحات) حتى وإن كانت حقّا يكفله الدستور والقانون، فقد شغلتهم الدنيا بزينة المال والبنون فما الدنيا عندهم إلا متاع لحين ..    */ كاتب عراقي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك