المقالات

الإنتخابات العراقية والمتغيرات المحلية

1388 2021-09-11

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

قطعاً أن الإنتخابات باب من أبواب الديمقراطية التي فرضت من الخارج، وقد دفع العراقيين ضريبة هذا التحول الكبير من الدكتاتورية المقيته، الى الديمقراطية الواسعة الكبيرة   أنهاراً من الدماء العزيزة من أبناء هذا الشعب المعطاء .

اليوم ونحن على أعتاب عملية أنتخابية، أقل ما يقال عنها أنها شابها غموض، وتجاذبات سياسية أرهقت المواطن البسيط وأنعكست عليه سلباً وذلك من خلال سياسة (سرقة) مدخولات المواطنين بعملية رفع صرف الدولار امام العملة الوطنية، فضلاً عن النقص الحاد في الخدمات، وأنعدام تشغيل الشباب .

عندما نحاول تشخيص الواقع الأنتخابي تبرز لنا مجموعة معطيات لابد من الوقوف أمامها بشيء من الإيجاز .

 أبتداءاً، مسألة ألأنسحابات ومن ثم العودة مره أخرى الى الأنتخابات، تعتبر  هذه أول عمليات ُغُش أنتخابي مورست من قبل بعض المنسحبين العائدين، بحق الناخب الذي تلاعبوا به هؤلاء المنسحبين من أجل الضغط عليه، بعدما تيقنو من أنحسار قواعدهم المؤيدة لهم، حتى أن بعض جهلة القوم من المرجفين، قامو بحرق بطاقاتهم الأنتخابية تضامناً مع تلك الأحزاب المنسحبة، مما ضيع حقهم في التصويت بعد أن رجع المنسحبون .

مسألة أخرى، هي توقيت تشرين لأجراء الأنتخابات،  فيها إشارة سلبية صوب الشعب العراقي الذي رفض حراك تشرين السيء، عندما تم أحراق الوسط والجنوب بتظاهرات هدامة وليس أصلاحية كما روج لها . نعتقد أن هناك مناغمة بين المفصل الحكومي، ورجال تشرين الذين آلوا على أنفسهم حرق البلد تحت مسمى ( نريد وطن ) .

صدق النوايا غائب تماماً لدى كثير من الإحزاب التي قرأت الساحة العراقية، ووجدت هناك تراجع  لدى قواعدها، وبالتالي تراجع حظوظها بالفوز باغلبية ساحقة ..  كما صرحت تلك الأحزاب بذلك . الدعم الأممي هو الآخر جاء متناغماً مع الإجندة الإمريكية التي تدعم أحزاب معينة بالوصول للبرلمان، ولا نعتقد هناك جدية أممية في مسألة رعاية هذه الإنتخابات، كون هناك مؤشرات سلبية واضحة قد صدرت من دولة الإمارات بتبني مسألة الفرز الإلكتروني داخل دولتها، مما يعطي مصداقاً كبير بأن هناك مؤامرة تحاك ضد العملية الإنتخابية، بصعود أحزاب معينة تريدها واشنطن .

حظوظ الفتح ورجال المقاومة، وبعد أستطلاعات الرأي آخذه بالأرتقاء، كونها المسارات الوطنية الصحيحة، لكن هذا لايعني عدم صعود بعض التيارات والإحزاب المناوئة وخصوصاً أن ( الرسيفرات الرقمية ) ستكون في دولة تَكنّ العداء للفتح والمقاومة .

نصيحة للكتل السياسية الحالية، وخصوصاً الفتح، وشباب المحور الصاعد، الضغط على مفوضية الإنتخابات بجعل الرسيفرات الرقمية داخل العراق وليس خارجه .

المغانم البرلمانية، والمصالح الشخصية، هي السمة الإكبر لدى كثير من المرشحين، وهذا سيجعل عزوف جماهيري عن الذهاب الى صناديق الإقتراع، وخصوصاً أن كثير من الناس تعتريه حالة من اليأس بسبب السياسات الإقتصادية والأمنية للحكومات المتعاقبة، والتي فشلت برفع المستوى المعاشي والخدمي، فضلاً عن الإمني  لكثير من طبقات المجتمع العراقي.

المطلوب من جميع الكتل، والإحزاب العراقية، وخصوصاً التي تمثل الوسط والجنوب، بأعادت تجسير الثقة بينها وبين تلك الأوساط الجماهيرية من خلال عرض برامجها بشكل واضح وشفاف، وأعطاء الوعود الصادقة، والإلتزام بتحقيها كي يلمس المواطن مصداقية الإحزاب التي تمثله في المرحلة القادمة والتي نعتبرها، أهم متغير قادم منذ سقوط النظام السابق الى اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك