المقالات

العزلة الفكرية وصناعة القرارات المصيرية؟!


  عمر الناصر *||   قد يضطر بعض الاحيان الذين يطلقون على انفسهم صناع القرار ان يختلون بأنفسهم ويذهبوا بعيداً بالتفكير والانعزال لاجل الفرملة واعادة تقييم الاداء الذي اجتهدوا به سابقاً سواء كان اداءاً فاشلاً ام ناجحاً من اجل عمل مراجعة موضوعية لمسيرتهم السياسية اذا ماوصلوا الى مفترق طرق حقيقي يحتم عليهم اعطاء قرار مصيري قد يترتب على اثره تبعات خطيرة وحساسة لم تكن ذات يوم لها جزء من تفكيرهم او حتى ضمن حساباتهم السياسية ، على اعتبار ان الخط البياني للنجاحات مرتبط بمدى مطاولة واستمرارية الصعود وارتباط بقاء استقرار وثبات العطاء بمدى القدرة على تحديث وادخال بيانات واقعية تحاكي متطلبات واحتياجات المرحلة الانية . يفسر الكثير من الناس الى ان سر اهمية المشاركة السياسية في صنع القرار يكمن باتخاذ ركنا لغرض الاعتكاف لاخذ قسطاً قليلاً من الراحة الذهنية لاعادة ترتيب ضربات قلب الافكار التي تعرضت اوردتها لتجلطات وانكسارات خيبة الامل المتواصلة نتيجة الاخفاقات المستمرة في الاداء في ظل اختبار قوة وقابلية عضلات قلب الانجازات عند الاقدام على السباحة عكس التيار ، وقد تنتج العزلة الفكرية للسياسيين صناعة نوع نادر من القرارات لم يعهدها احداً من قبل تختلف عن عزلة التفكير اليومي الذي يُسير تحركاتهم وتعاملاتهم مع الاخرين.   ليس بالضرورة ان تكون العزلة ايجابية بعض الاحيان بل قد تكون هي خطاً اضافي يرتكبه الانسان ويأتي بالكثير من التداعيات السلبية وتحمل اعباء كبرى للمسؤولية في المحصلة النهائية وحتى لا يكون هنالك اي قابلية لتصحيح الاخطاء او لاعادة عقارب الساعة الى الوراء لتغيير الموقع الجغرافي لنقطة الشروع التي انطلقت منها القرارات الخاطئة اول مرة ليكون تغييرها بقرار اخر خاطئ ومستعجل قد تم الاجتهاد به نتيجة وجود خلل محوري في تركيبته الاساسية او بسبب اختيار خاطئ لنوع المستشار.  ولعل صناعة القرار يبدأ اولا بالتدريب عليه من خلال البدء بالمحيط الضيق الذي يعيش المرء داخله وعادة ما يكون تطبيقه من الجو العائلي ليتوسع بعد ذلك تدريجياً كنظام الحلقات في بركة المياه ولينتشر انذاك بشكل اوسع اذا كتب له النجاح مع مراعاة تلك الاسباب والعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر بما لايقبل الشك على طبيعة و جودة النتائج المترتبة من ذلك التطبيق، لاسيما ان كل المشاريع التي نجتهد بها تتواجد بداخلها فئة مستهدفة تستفيد ضمنياً او كلياً ، نظرياً او عملياً من جميع النتائج المتحققة في ظل وجوود فئة اخرى تضع معرقلات وعقبات لتمرير غايات شخصية او سياسية تستفيد منها بشكل او بأخر  . ان عملية انتقاء واختيار المخلصين والامناء لاخذ مهمة الترجمة الحرفية والمعنى الدقيق لمفهوم العزلة الفكرية التي تنتج عنها ثمار تستحق المضي قدما بها ليست بالمهمة المستحيلة اذا ما امعنا النظر لمن حولنا واستطعنا تمييز النطيحة من المتردية وطفيليات بعض المستشارين الذين اصبح وجودهم يعتمد على الكم وليس النوع لايسمن ولايغني من جوع ،في وقت نحن قد اصبحنا به بأمس الحاجة لانتقاء نوع من العقول التي تفكر اولاً بجدوى الفائدة العملية من وجود هذه الجزئية في مصادر صنع القرار كجزء مكمل وحلقة حساسة للوصول لتفكير الناس ولصوت الحكمة والعقل والمنطق . ان البحث عن وجود هكذاً نوع الشخوص يحتاج لعزل تام بين المجاملات والعواطف والعلاقات الاجتماعية والمحاباة على اساس مهمة اخلاقية حساسة حفاظًا على موارد الدولة من الهدر وبين المصلحة الوطنية لكون المشهد السياسي اليوم لا يحتمل بعد المزيد من المراهنات والمغامرات او حتى الاخفاقات السياسية على حساب ميزانيات انفجارية وتحديات الارهاب الذي استنزف مقدرات وارواح ابناء الوطن بقدر اهمية التركيز والبحث عن المخلصين والاكفاء ممن لديهم القدرة على التضحية و العطاء قبل التفكير باخذ الحقوق وحجم المكتسبات التي اصبحت مبدأ لايؤمن به اغلب المتسلقين ولا يتناغم مع مذاق وافكار الكثير من الوصوليين الذين لديهم القدرة على الولوج واختراق اعماق نقاط ضعف البسطاء ودغدغة مشاعرهم من اجل سرقة قوتهم .    انتهى …   عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك