المقالات

حمى التصريحات بين حب الظهور والثرثرة..والفوضى الغير مسبوقة 

977 2021-08-30

 

اياد رضا حسين آل عوض ||

 

من الظواهر الفريدة التي برزت بعد السقوط والتي لازالت مستمرة لحد الان ، هو هذا الكم الكبير من التصريحات والتعليقات والمرتبطة بالوضع السياسي و مسار العملية السياسية ولكل من هب ودب ومن قبل اناس يدعون انهم ساسة او محللون او استراتيجيون وبصوره غير مسبوقة او معروفة في تاريخ الدولة العراقية الحديثة .  وهنا نود ان نشير الى اهم ملاحظات حول هذه الظاهرة :-

(1)   انه من الواضح جدا ان نزعة حب الظهور في الشخصية العراقية لا يوجد لها مثيل في العالم ، وحتى في مجتمعات المحيط الاقليمي ، وهذه تعتبر واحده من اهم العوامل التي تدفع هؤلاء لاطلاق التصريحات الجوفاء والتحليلات العمياء ، والهدف الحقيقه هو ان يكون لهم شأن واعتبار في الحلقة والمحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه .

(2) ان الكثير من هؤلاء هم في الواقع ابعد ما يكونون من وصف السياسي او المحلل , لضعف شخصيتهم وقلة معلوماتهم السياسية ، او ما يتصل بالثقافه العامه ومنها جهلهم بطبيعه الصراع السياسي والاجتماعي الذي حدث في تاريخ العراق الحديث ، والتي تؤهلهم من الظهور على شاشه الفضائيات ، واطلاق التصريحات او التحليلات والاستقراء والاستنتاج .

(3)  ان تصريحات البعض من هؤلاء هي اقرب الى الثرثرة السياسية والاعلامية من التصريحات الهادفة والمقبولة والتي يجب ان تتأطر باللغة الدبلوماسية المتزنة ، والمختصر المفيد .

(4) في السنوات الاخيره اخذت تظهر نماذج هي ابعد ما تكون عن صفة الشخصية السياسية او المحلل سياسي او الباحث الاستراتيجي ، لا من حيث الشخصيه ولا من حيث الشكل ولا من حيث اللغة ولا من حيث التعابير والمصطلحات المستخدمه ، وانما هي اقرب الى لغة (بائعي الخضار) و(سوق الهرج) .

(5) وهنالك عدد ليس بالقليل هم اقرب الى قيم البداوه والتعرب في طريقة طرحهم والعبارات المستخدمة ، للحد الذي نجد البعض منهم يتحدث بلغه سمجه وعبارات تتصف بالخشونة هي اقرب الى التهديد والوعيد المبطن ، وبعصبيات عمياء ، هي ابعد بمجملها عن اسلوب السجال والنقاش السياسي والدبلوماسي المطلوب .

 (6) على الرغم من هذا الكم الهائل من التصريحات والتحليلات والحوارات والتي تعرضها القنوات الفضائية على مدار الساعة فانه بالمقابل لايوجد عمل حقيقي جاد وبناء ومنتج الا النادر ، ان كان على المستوى السياسي اوالاقتصادي اوالخدمي والحياتي .

(7)   ان من الغريب ان تسمح هذه الفضائيات لمثل هذه النماذج ان تظهر على شاشاتها وفي برامجها الاخباريه الرئيسيه ، دون مراجعة وتدقيق وتمحيص اوتقيم للشروط الواجب توافرها التي تؤهلها للمشاركة في الندوات او اطلاق هذه التصريحات والتحليلات ، ولكن يبدو ان المحاصصة الطائفية والحزبية شملت حتى هذه البرامج والندوات .

 ان هذه الذي تحدثنا عنه هو واحدة من صور هذا الانهيار الحضاري الذي اصاب هذا البلد ، وهي التي تعد بالمئات والتي نراها ونعيشها الان ،،، والى ان يشاء الله في كشف هذه الغمة عن هذه الامة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك