اياد رضا حسين آل عوض ||
من الظواهر الفريدة التي برزت بعد السقوط والتي لازالت مستمرة لحد الان ، هو هذا الكم الكبير من التصريحات والتعليقات والمرتبطة بالوضع السياسي و مسار العملية السياسية ولكل من هب ودب ومن قبل اناس يدعون انهم ساسة او محللون او استراتيجيون وبصوره غير مسبوقة او معروفة في تاريخ الدولة العراقية الحديثة . وهنا نود ان نشير الى اهم ملاحظات حول هذه الظاهرة :-
(1) انه من الواضح جدا ان نزعة حب الظهور في الشخصية العراقية لا يوجد لها مثيل في العالم ، وحتى في مجتمعات المحيط الاقليمي ، وهذه تعتبر واحده من اهم العوامل التي تدفع هؤلاء لاطلاق التصريحات الجوفاء والتحليلات العمياء ، والهدف الحقيقه هو ان يكون لهم شأن واعتبار في الحلقة والمحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه .
(2) ان الكثير من هؤلاء هم في الواقع ابعد ما يكونون من وصف السياسي او المحلل , لضعف شخصيتهم وقلة معلوماتهم السياسية ، او ما يتصل بالثقافه العامه ومنها جهلهم بطبيعه الصراع السياسي والاجتماعي الذي حدث في تاريخ العراق الحديث ، والتي تؤهلهم من الظهور على شاشه الفضائيات ، واطلاق التصريحات او التحليلات والاستقراء والاستنتاج .
(3) ان تصريحات البعض من هؤلاء هي اقرب الى الثرثرة السياسية والاعلامية من التصريحات الهادفة والمقبولة والتي يجب ان تتأطر باللغة الدبلوماسية المتزنة ، والمختصر المفيد .
(4) في السنوات الاخيره اخذت تظهر نماذج هي ابعد ما تكون عن صفة الشخصية السياسية او المحلل سياسي او الباحث الاستراتيجي ، لا من حيث الشخصيه ولا من حيث الشكل ولا من حيث اللغة ولا من حيث التعابير والمصطلحات المستخدمه ، وانما هي اقرب الى لغة (بائعي الخضار) و(سوق الهرج) .
(5) وهنالك عدد ليس بالقليل هم اقرب الى قيم البداوه والتعرب في طريقة طرحهم والعبارات المستخدمة ، للحد الذي نجد البعض منهم يتحدث بلغه سمجه وعبارات تتصف بالخشونة هي اقرب الى التهديد والوعيد المبطن ، وبعصبيات عمياء ، هي ابعد بمجملها عن اسلوب السجال والنقاش السياسي والدبلوماسي المطلوب .
(6) على الرغم من هذا الكم الهائل من التصريحات والتحليلات والحوارات والتي تعرضها القنوات الفضائية على مدار الساعة فانه بالمقابل لايوجد عمل حقيقي جاد وبناء ومنتج الا النادر ، ان كان على المستوى السياسي اوالاقتصادي اوالخدمي والحياتي .
(7) ان من الغريب ان تسمح هذه الفضائيات لمثل هذه النماذج ان تظهر على شاشاتها وفي برامجها الاخباريه الرئيسيه ، دون مراجعة وتدقيق وتمحيص اوتقيم للشروط الواجب توافرها التي تؤهلها للمشاركة في الندوات او اطلاق هذه التصريحات والتحليلات ، ولكن يبدو ان المحاصصة الطائفية والحزبية شملت حتى هذه البرامج والندوات .
ان هذه الذي تحدثنا عنه هو واحدة من صور هذا الانهيار الحضاري الذي اصاب هذا البلد ، وهي التي تعد بالمئات والتي نراها ونعيشها الان ،،، والى ان يشاء الله في كشف هذه الغمة عن هذه الامة .
https://telegram.me/buratha