المقالات

الانتخابات العراقية بين الإجراء والتأجيل


 

محمد حسن الساعدي ||

 

تعد الانتخابات كما يراها المختصون بالشأن السياسي، هي الوسيلة التي بموجبها يختار المواطنون، نوابهم وممثليهم في مجلس النواب، وهم الذين يسندون إليهم مهام ممارسة الحكم نيابيا عنهم، سواء على المستوى السياسي ( البرلمان) أو على مستوى المرافق المختلفة ( اجتماعية، ثقافية، اقتصادية).

لذلك هي الطريقة التي يعبر بها المواطن في اختيار ممثليه في عموم مؤسسات الدولة، بدءً من مجلس النواب ، وانتهاءً بالمجالس المحلية ، وهي تكون حرة مباشرة، يكون هولاء الممثلين نواباً للمواطن، الذي اختارهم في الدفاع عن حقوقهم ، او المساهمة في سنّ قوانين تخدم مواطنيهم .

لم نكن نشعر ان هناك انتخابات حقيقة أبان حكم النظام السابق، وما كان يجري ما هو الا فعالية حزبية، يقوم بها الحزب الحاكم آنذاك ، وتنتهي بنتيجة (٩٩،٩%) وفوز كاسح للقائد الضرورة ، وهكذا مرت أربعة عقود، والرئيس يفوز بنعم دون منافس.

بعد ٢٠٠٣ حصلت تغييرات مهمة، وهي ايجابية بكل المقاييس من بناء عملية سياسية، ومشروع وطني وممارسة ديمقراطية، لأول مرة في تاريخ العراق الحديث، وأسست لجنة الدستور وصياغته، وشُكلت أول حكومة عراقية منتخبة بشكل مباشر من الشعب، بعد انتهاء صلاحية الحكومة الانتقالية، والمجلس الوطني الذي تشكل أبان حكم بريمر .

الانتخابات وسيلة  لتبلور إرادة الشعب بشكل شفّاف، وليس هدفا بحد ذاته لصالح الأحزاب، والأحزاب هي في خدمة الشعب، وليس العكس.. كما نراه في كثير من دولنا العربية الديكتاتورية، التي تتظاهر وتجاهر "بديمقراطيتها"  تحت رعاية ملكها أو أميرها أو  رئيسها.

نحن على أبواب انتخابات ربما ستكون، حجر الأساس للنظام السياسي القادم، وفي العاشر من تشرين القادم سيكون للشعب العراقي قولته في التغير، لذا ولتثبيت أركان الديمقراطية، على الحكومة الحالية أن تسعى إلى،  الإيفاء بوعودها التي قدمتها للشعب أثناء احتجاجات تشرين، وهي إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، هذا ينطبق أيضا على كل المفوضية العليا للانتخابات، والتي أعلنت جاهزيتها لإجراء الانتخابات،. استكمال إجراءاتها وآخرها الانتهاء من طباعة ورقة الاقتراع .

أن من ضرورات الديمقراطية، كذلك الشفافية في تسيير أمور الدولة، الحوار الدائم بين الحاكم والمحكوم، عن طريق وسائل الإعلام وجملة اتصالات متنوّعة، مثل حضور النائب أو الوزير بشكل دوري في دائرته الانتخابية، ليعي مشاكل الناس في واقعهم اليومي لتكون قراراته وإجراءاته تمس مصلحة الناس الفعلية.

يجب ان تسود لغة الإقناع في جميع أساليب خطاب المرشح، ونبتعد من مفاهيم التسقيط، والتشويش على الناخب، وبدل أن نسعى إلى تسقيط الخصوم ، لماذا لا يكون هناك برامج إعلامية وتلفزيونية تنافسية، بين المرشحين أنفسهم ، وعرض برامجهم الانتخابية ؟!

لماذا لا نؤسس لديمقراطية جديدة في العراق ، يتعلم منها الآخرون ، ثقافة "كلنا المواطن" ونجعل المواطن هو شعارنا الأول ، وننطلق في تنافس شريف في حملتنا القادمة ، لكي نحظى بخدمة هذا الشعب الجريح .

هذه الأدبيات الديمقراطية الجديدة ، تجعلنا فخر وقدوة للدول الإقليمية والعربية ، وبدل أن نستورد تجارب آخرين ، نسعى لأن نصدر تجربتنا الديمقراطية إلى الآخرين ، ونتعلم من الأخطاء السابقة في تثبت عرى الديمقراطية الجديدة في البلاد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك