المقالات

تاجيل الانتخابات معناه ذهاب العراق إلى الفوضى..!

1634 2021-08-26

  محمد العيسى ||   الدعوة إلى تأجيل الانتخابات من قبل الأطراف التي كانت ترفع لافتة الانتخابات المبكرة تقودنا إلى جملة من المعطيات التي تشير بشكل مباشر إلى أن  تلك الدعوة إنما يشوبها الخوف من اجراءها  في وقتها المحدد لأسباب تتعلق بفقدان تلك الأطراف زحمها الجماهيري أو حضورها الميداني ،اذ أن الانتخابات المبكرة كانت في سلم أولويات حراك تشرين بل كانت شرطها الاول ، فما الذي تغير لتتحول تلك الانتخابات من مبكرة إلى مؤجلة وربما ملغية؟ الذي حصل أن الأقطاب المحركة لتظاهرات تشرين كانت تتخيل  أن  الزخم المؤيد للتظاهرات سيبقى على حاله ،بل سيتسع ليشمل قطاعات واسعة وكبيرة من الشارع لكن سرعان ماانقلب السحر على الساحر فتحولت تلك الجماهير المؤيدة إلى جماهير ساخطة ،بعدما شاهدوا الممارسات الفوضوية والتخريبية التي مارسها حراك تشرين ،وادركوا أن هذا الحراك لم يكن صوت عراقي حقيقي يطالب بتحسين الوضع الاقتصادي والخدمي والمعيشي للناس ،بل كان عبارة عن دكاكين ارتزاق تنفذ إرادة أمريكية من أجل نشر الفوضى وإسقاط الحكومة السابقة ومن ثم الغاء كل الاتفاقيات التي كانت تروم تلك الحكومة عقدها . ومن هنا ورغم الضخ الاعلامي الهائل فإن الشعب قد تيقن أن إرادة القوى المحركة لتظاهرات تشرين لم يكونوا الا ادوات رخيصة بيد امريكا ،وعليه فإن إجراء الانتخابات في ١٠/١٠ معناه سقوطهم الحتمي وبالتالي فإنه يمكن القول إن حراك تشرين يعتبر من أشد المعارضين في إجراءها في الوقت ،بل ذهب الكثيرمنهم إلى التلويح بالعنف أن أجريت الانتخابات في وقتها المحدد . أن عدم إجراء الانتخابات في موعدها المحدد سيجر العراق إلى متاهات كبيرة ربما ستؤدي إلى الفوضى والاقتتال الداخلي ،فضلا عن حدوث فراغ أمني وتشريعي وسياسي سيعيد للعراق كوابيس حقبة الدكتاتورية التي عانى العراقيون من ويلاتها سنين طويلة  وبالتالي ستؤدي هذه التداعيات إلى استحالة إجراء الانتخابات مرة أخرى  مايقود البلد إلى السقوط في مستنقع التردي والضياع وفقدان الهوية الديمقراطية والحضارية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك