المقالات

غيرتي سليماني..!

1530 2021-08-23

 

مازن البعيجي ||

 

بعد معرفتي دور هذا الشخص ومن خلال صديق لي أكبر من عمري، أربعيني ذي شيبة ومسحة هدوء ووسامة رائعة، صادفته يوما في طريق سفر، وبعد أن سارت بنا السيارة الى مكان يستغرق حوالي نصف يوم! سألني: منَ العراق أنت؟ قلت نعم، قال: حفظ الله أهل العراق أهل الكرم والجود في سبيل الله وعلى حب الحسين، كم نفتخر بخدمتكم لزائري أبي عبد الله الحسين دون كلل او ملل؟

قال: من اي محافظة؟ قلت النجف الاشرف، تهلّل وجهه فرحا وسلّم على أمير المؤمنين "عليه السلام"، وقال: هنيئا لك بحرارة اشعرتني بالخجل لا بل تحادرت دموعه على خده الصافي! فعلا تعجبت! كيف ذكر أمير المؤمنين "عليه السلام" مجرد ذكر أنزل له الدموع!!

مشهد أثر في عمق جوانحي! وبقي يدور في عقلي خلسة، صرت حذرٌ من التعاطي معه حتى لا يعرف مستوى ثقافتي، وبعد مسير تقريبا ثلاث ساعات وصلنا مكان استراحة مطعم وصلاة، نزل الركاب من الحافلة الجميلة والتي تزين مقدمتها من الداخل صورة للحاج ق،س والخامنئي، نزلتُ معه الى مسجد مهيب رغم قِدمِه اسمه مسجد الشهيد صادقي، دخلنا وجدنا جموع كثيرة تصلي والمسجد يقطر جمال ونظافة ونقوش إسلامية وصورة مهيبة للقائد الخامنئي.

صليتُ قصرا كما كل مرة اصلي وبقيت قريبا من هذه الشيبة التي دخل صاحبها حبّه في قلبي لتصرّفه وجميل منطقه، شاهدت صلاته الخاشعة وتوسله بعيون تقطر دموع، وهو يزيد في قلبي الدهشة كيف هو سريع البكاء؟! حتى رجعنا الى السيارة، وجلسنا في مقاعدنا، رغبت بالسؤال عن حاله! قلت يا حاج أراك كثير وسريع البكاء، نظر إليَّ والابتسامة تعلو وجهه المتلألأ وقال: هل تراه أمرا سلبيا؟! قلت معاذ الله بل هو شيء جميل ويدل على رقة إحساس.. فقال : السبب هو ذلك الذي في الصورة مع السيد الخامنئي المفدى، قلت وهل تقصد الح،اج ق،س ؟ قال بلى، قلت كيف ولمَ؟ قال :انا رافقت هذا الرجل سنوات طويلة في بعض سنوات الحرب المفروضة على إيران الإسلامية، وكان لا يترك مناسبة خلال اليوم إلا ويريق الدموع على أي شيء يرق له قلبه، وكان يقول إن مركب البكاء هو أسرع مركب للوصول!

دقّ كلامه في قلبي سهمَ العشق لهذا الرجل وشعرت بقرب قلبي منه! وصلنا وتفارقنا بعد وداع حار وطلب مني أن ازور له ولعائلته في كربلاء والنجف ومد يده في جيبه اخرج صورة تعلق على الصدر للح|اج ق،س شعرت انها ثمينة وفرحت بها.

وبعد رجوعي لمكان استراحتي أخذت قسطا من النوم، وإذا بعالم الرؤيا رأيت الحاج ق،س وهو مبتسم تلك البسمة التي نراها في صوره على مواقع التواصل، دنا مني وكنت واقفا أريد الصلاة، قال هات الصورة التي أعطاك أياها حبيبي الذي كان معك، حرصتُ على عدم اعطائها لأني احببتها، قال لا تخف! اعطيته أياها فدنا مني وعلقها على صدري وعانقني، الله كم فرحت نزلت اقبل يده فلم يقبل واستيقظت مذهول لهذه الرؤيا العجيبة وهذا التزامن!؟

بعد وقت فتحت صفحتي وكلي خشوع وأعيش فرحة الرؤيا، بعد أن شكرت الله العظيم، غيرتُ صورة الصفحة وكانت شيء بعيد نوعا ما، الى صورة الحاج ق،س ومن ذلك اليوم صرتُ اخجل أن اتصرف خلاف ما يؤثر على صداقتي الروحية معه..

شكرا لتك الشيبة الجميلة..

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك