المقالات

ماذا لو ؟!


 

ماهر ضياء محيي الدين ||

 

وما هي إلا اشهر وتفصلنا عن موعد الانتخابات، والعنوان البارز لها في الشارع التشاؤم وعدم التفاؤل ، ولأسباب معروفة من الجميع ، وما سبقته  العملية الانتخابية من مقدمات من قانون انتخابات وبقاء نفس الوجوه، دون تغيرات جذرية  وحقيقة ،  لا تنسجم مع  رغبة  الكل ،  ومطالبات  بعدم المشاركة والمقاطعة ، ودعوات أخرى تدعوا إلى المشاركة من اجل التغير 0

نقف اليوم ونسال عن وعي الناخب العراقي بين الأمس واليوم، رغم نتائج  الانتخابات القادمة والسابقة، ومن يفوز أو يخسر ، ونسبة المشاركة القادمة كيف ستكون وفق ما تقدم ،  لان بناء وعي حقيقة لدى الناخب لا يأتي  عن طريق الشعارات أو الدعايات ، بل  من خلال تجارب مريرة  ،ليكون وعي الجميع في مستوى يرتقى مع أهمية الانتخابات وأفرزتها 0

تاريخ البلد لأكثر من قرن لم يشهد عملية  انتخابية  حقيقة ،  وما جرى معروف من الجميع خلال تلك الحقبة الزمنية ، رغم تعدد أنظمة الحكم التي حكمت البلد ، من الملكية والجمهورية ، وطبيعة فكر الحكام ، بين الشيوعية والقومية وغيرهم ،  والإسلاميين وموقفهم من الانتخابات ، لتكون المحصلة النهائية  للناخب سلبية للغاية 0

وبعد 2003 انتهت سنوات العجاف الصعبة ،ليكون الناخب في تحدي اكبر مما سبق، وأصبحت كل الأمور مختلفة عن السابق بدرجة 100 % ، وتكون أول انتخابات بمثابة الاختبار الأكبر لهم ، لكن وعي الناخب لم يكن في مستوى المطلوب ، بسبب ماضي لم يعطى فرصة للتعبير عن رأيه بحرية وشفافية ،و كما أوضحنا  لم تجرى انتخابات بمعناها الحقيقة إن صح التعبير ، ومرحلة حرجة وضغط كبير علينا بسبب ظروف مرحلية  ، لان الكل يعرف الوضع كيف كانت في الانتخابات الأولى  من وجود قوات احتلال ووضع البلد يرثى له 0

واليوم وبعد تجربة عدة انتخابات جرت ، أصبح وعي الناخب  في مستوى متقدم جدا عن كل الفترات التي مضت ،  لأننا عشنا واقعها بشكل مؤلم للغاية ، وما تحملنا يصعب على الغير في شتى المجالات 0

يدرك الناخب  العراقي  إن مشاركته  تتعدى  عن وضع علامة في مربع وتنتهي المسالة ، بكل سيكون  هو من يتحمل عبء هذا الاختيار ، ومصير شعب بأسره يتوقف على هذا الأمر 0

ومن جانب كسر المفهوم الطائفية ومن يستفد منها ، في تمرير مشاريعه الضيقة ، وبدأت الصورة تتضح يوم بعد يوم  ، بمعنى الاختيار يتم وفق الكفاءة والنزاهة مهما كان دينه أو مذهبه  وانتمائه ، وبعيد عن إي حسابات أخرى ، وهذه ما تؤكد عليه المرجعية مرر وتكرار ، ليميز الناخب على الأغلب ، وضع  المرشح من كل النواحي ، لأنه اليوم يمتلك وعي و رؤية ثاقبة للأمور ، ولدت من رحم تجربة مريرة وفترة حمل صعبة للغاية ، ويكون لديه فكره يصعب على الغير تمرير إي أمر على الناخبين بسهولة  0

هناك قضية أخرى يجب الالتفاف إليها ،  هذا الوعي الذي بدء في تصاعد مستمر ، جعل الأمر ليس فقط في باب المشاركة والاختيار ، بل شجع الكثيرين على الترشح  وبقوة ، مع توفر الفرصة لذلك ، وانعدام الحلول من القائمين ، حتى لو لما يمكن في المستوى المطلوب ، لكن المسالة ستتطور على نحو اكبر ،لان الحاجة للتغيير والإصلاح مطلب الجماهير 0

ماذا لو ؟ لو جرت الانتخابات مستوفي لكافة الشروط من نزاهة وشفافية ومصداقية ,ليكون لدينا  انتخابات حقيقة وشفافة ،  و إمام عملية انتخابية متكامل من كافة الجوانب ، ليعبر الكل عن رأيهم بحرية ودون معوقات ، و سنشهد البلد انتخابات كما في السابق في كل شي ، والمنطقة بأسرها ، والأمر هنا ليس من باب الأمنيات أو الحلم ، لكن تعلمنا إن نهاية الظلم والفساد لم يدم طويلا ، لينتخب من يستحق ذلك ، ويكون على قدر المسؤولية ليخدم البلد وأهله ، لان جاء انتخبه من وعي ناخب عراقي يعي  تماما أهمية الانتخابات والاختيار .                                         

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-08-23
المشكله الكبرى الان ليست في وعي الناخب فحسب بل بل في الجماهير كلها حيث لم تستطع الجماهير ان تنظم نفسها ليتبلور من خلالها حزب جديد من العمق الجماهيري وعلى خط المرجعيه العليا يتعامل بشفافيه وصفاء نيه مع جماهيره وهي الاغلبيه الصامته.... اما واقع الحال فلايبشر بخير لان الاحزاب الحاكمه هي نفسها بدون تغيير حقيقي مجرد اعادة تدوير وعملية غسيل وجوه.. فان جرت الانتخابات والحال هذه فنسبة المشاركه لن تتجاوز ١٥٪ الى٢٠٪ وهي نسبة جماهير الاحزاب المتداوله في الساحه مالم يصدر بيان من المرجعيه بعكس ذلك.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك