المقالات

أذانٌ على ظهر السفينة..

1490 2021-08-21

 

مازن البعيجي ||

 

كل السفن الإيرانية العملاقة التي تقطع أيام في البحر تختلف عن كل سفن العالم ولا توجد سفينة تشبه ما على ظهرها وفيها قط! لماذا لأنها تابعة لدولة الفقيه، والتي منهجها الدستور المستل من الشريعة الإسلامية ومنهج أهل البيت "عليهم السلام"

وما فيها من حيث الاجمال مصلى يتسع للطاقم الذي يديرها، ومؤذن يرفع الأذان، وكذلك إمام جماعة ينتسب للبحرية، والمصلى يقوم بدور  الحسينية كما في الأحياء والأزقة، وتعقد فيها مجالس العزاء لو وافق إبحارهم مناسبة وهم في عرض البحر.

وسفينة "النصر" المتجهة الى "لبنان" واحدة من تلك السفن التي جهزت بما حملت من حمولة ، إمام الجماعة شاب ثلاثيني يحمل شهادة أكاديمية إضافة الى دراسة حوزوية، والمؤذن شيخ كبير من الجرحى زمن الحرب المفروضة على إيران الإسلامية.

بعض ممن ورد اسمه في رحلة التحدي وإرسال البنزين والمازوت الى لبنان، صار يأتي إليه الأهل والأقارب والأصدقاء يهنونه على هذا التوفيق والشرف الذي  سيناله في رحلة الجهاد في سبيل الله ونقل ما يحتاجه الشعب اللبناني العزيز.

فكان بعض من طلبة الجامعة والشباب في ذات المحافظة التي سوف تنطلق منها السفينة، اتفقوا على موعد يذهبون به الى قائد السفينة ويعرفون منه موعد انطلاق السفينة، وقد اخبرهم باليوم الكذائي فجرا سوف نتوكل على بركة الله تعالى، فطلبوا منه وهم أبناء محافظته والبعض تربطهم بقائد السفينة علاقة خاصة، طلبوا منه أن يقيموا صلاة المغرب ومجلس عزاء على ظهر السفينة قبل انطلاقها، فرح القائد كثيرا لهذه الفكرة ووافق على الفور، ووضع بعض من الأخوة تحت تصرف اصحاب الفكرة. فورا امر الأخوة بتجهيز مسرح على ظهر السفينة الذي  يشبه مسرح كبير، من صور وشعارات ومكبرات الصوت وبعض المستلزمات لانجاح المجلس والصلاة.

وجاء جمع من الشباب والمسؤولين وبعض مشايخ المنطقة وكان الحضور بهي ومنظم، والكل تفاجأ بشكل المسرح فقد وضعت صورة خلف المنبر كبيرة وواسعة على اليمين صورة للحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، وعلى اليسار صورة للسيد القائد الخامنئي المفدى والسيد فيض الله ابو هادي قلب محور المقاومة.. وفي الوسط سفينة ترفع علم إيران وعلم المقاومة اللبنانية، وفي المنتصف منبر أُعدّ للمجلس الحسيني وكانوا قد استَقدموا قارئ عزاء معروف بصوته الشجي والعذب والحنون، بعد أن قرأ القرآن شاب من البحرية تخالطُ صوته مسحة حزن وصدق نقل الحاضرين الى عالم اخر، والجميع تحرك احساسهم والبكاء كان جواب وهو يقرأ

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الأحزاب ٢٣ .

ثم ارتقى المنبر ذلك الشيخ الروحاني وقد سرح ومرح في فناء عاشوراء صوتا وفكرة ومضمون، وفي ختام المحاضرة عرج على حارس الإسلام سليماني "قدس سره" ولم يبق أحد من الحضور إلا وبكى بحرقة ولوعة، وتمنى وجوده في مثل قرار السفينة التي سوف تتوجه الى لبنان.

كان مجلس وصلاة لها طعم خاص وعذوبة وأثر وروحانية خاصة وهكذا ودّع شباب وشعب إيران سفينة النصر وهكذا أبناء المحور قلوبهم والاواصر إلهية ولائية .. وهكذا هو خيال ومشاعر المؤمنين..

لبيك يا خامنئي

لبيك يا ن ص ر الله..

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك