المقالات

"زينب" والليل والأطفال..

1190 2021-08-20

 

مازن البعيجي ||

 

لم يكن الليل كَليلِنا الذي فقد رداء سواده الحالك بأنوار الحداثة والأضواء التي مزقت حجابه المعتم، ليل مع فقد سواطع الأنوار والكواشف الدريّة التي تشكل يدًا من طمأنينة ولمسة حنان وجرعة صبر تتوقف معها مخيّلة الأطفال من أي مجهول يجلبه ذلك السواد البهيم، والانين يمزق حنايا روح زينب، زينب التي انطفأ مصباح فجرها الأزهري وطوق أنوار الفجر!

أصوات وضحكات الحرس تشلّ تفكيرها، والرقص من قبل الجنود ابتهاجا يؤذي عزيزة الطالبين، وصيحات الصبية وأطفال يلفهم الذعر فلو ابتعد عنها بعض أمتار تلاشى شخصه من شدة الظلام، ورائحة جثث العشاق تهب عليها رياح الليل الغاضبة تنقل عبيرا أذفريًا فيه عطر الحسين وأبي الفضل والأصحاب، وبكاء من حولها من النساء وصمت زين العابدين "عليه السلام" كلها سكاكين شرعت في ليل الوحشة، وهي تسرق نفسها من بئر الأسى لتنظر الى ما بعد نحر الحسين ورحلة أسرها، فهي العالمة الغير معلَّمة والفَهِمة الغير مفهَّمة، تعرف ماذا ينتظرها؟! وأي زينب التي عليها تقديمها!؟ زينب العاطفة التي لازال ينزف قلبها ويقطر على مشهد ابكى السماء وتناولت فيه الملائكة الدماء، ام عليها استنهاظ زينب بطلة كربلاء، محطة الوعي والبصيرة ومن عليها إقناع النجوم والافلاك لتصوغ منها عقدا مضيئا يبدّد وحشتها ويمزق هذا الظلام، فشمس الحسين بعد مغيب الجسد لابد من أن تشرق روحا ولابد أن يرى العالم المنتظِر شمس الخلود عن طريق زينب أم المصائب وجبل الصبر الأشمّ .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك