المقالات

"زينب" والليل والأطفال..

1068 2021-08-20

 

مازن البعيجي ||

 

لم يكن الليل كَليلِنا الذي فقد رداء سواده الحالك بأنوار الحداثة والأضواء التي مزقت حجابه المعتم، ليل مع فقد سواطع الأنوار والكواشف الدريّة التي تشكل يدًا من طمأنينة ولمسة حنان وجرعة صبر تتوقف معها مخيّلة الأطفال من أي مجهول يجلبه ذلك السواد البهيم، والانين يمزق حنايا روح زينب، زينب التي انطفأ مصباح فجرها الأزهري وطوق أنوار الفجر!

أصوات وضحكات الحرس تشلّ تفكيرها، والرقص من قبل الجنود ابتهاجا يؤذي عزيزة الطالبين، وصيحات الصبية وأطفال يلفهم الذعر فلو ابتعد عنها بعض أمتار تلاشى شخصه من شدة الظلام، ورائحة جثث العشاق تهب عليها رياح الليل الغاضبة تنقل عبيرا أذفريًا فيه عطر الحسين وأبي الفضل والأصحاب، وبكاء من حولها من النساء وصمت زين العابدين "عليه السلام" كلها سكاكين شرعت في ليل الوحشة، وهي تسرق نفسها من بئر الأسى لتنظر الى ما بعد نحر الحسين ورحلة أسرها، فهي العالمة الغير معلَّمة والفَهِمة الغير مفهَّمة، تعرف ماذا ينتظرها؟! وأي زينب التي عليها تقديمها!؟ زينب العاطفة التي لازال ينزف قلبها ويقطر على مشهد ابكى السماء وتناولت فيه الملائكة الدماء، ام عليها استنهاظ زينب بطلة كربلاء، محطة الوعي والبصيرة ومن عليها إقناع النجوم والافلاك لتصوغ منها عقدا مضيئا يبدّد وحشتها ويمزق هذا الظلام، فشمس الحسين بعد مغيب الجسد لابد من أن تشرق روحا ولابد أن يرى العالم المنتظِر شمس الخلود عن طريق زينب أم المصائب وجبل الصبر الأشمّ .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك