المقالات

نحرٌ بين الكرامة والمذلة فاصلة.


  ✍🏼 رماح عبد الله الساعدي. ||

 

 حين يغفل الانسان عن امر ما ويسير مع السائرين تارة تماشيا مع الوضع العام، و اخرى خوفا من امر ما، وثالثة لجهله في ذلك الامر، ومهما كانت الاسباب فان استفحلت حالة التماشي هذه في مجتمع ما ستضرب تلك الحالة المفصل المختص به، ولعل التماشي والتغاضي والتغافل سيضرب صميم حياة ذلك المجتمع، فما بالكم باهم مفصل من مفاصل حياة المؤمنين، بل هو المفصل الفاصل بين الحق والباطل الفاصل بين الكفر والايمان،  نعم ان سبب خروج امامنا سيد الشهداء(عليه السلام) هو تفشي التعاليم التي تحاول طمس الرسالة المحمدية الحقة وتزييف الوقائع، وتحريف السنن التي سنّها رسولنا الكريم (عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم)، نعم فامامنا خرج ليزيل الغبار الذي اعتلى على ديننا من خلال حكم الطغاة لبلاد المسلمين، وتماشي معظم الناس مع الاسف مع الوضع من الاغلبية دون اي رفض او  اعتراض،  فما خرج الامام الحسين(عليه السلام) الا ليُصلح ما افسده حكم الطاغية وسنَّ لهم سننًا تخالف السنّة الحقة حيث قال (عليه السلام)" لم اخرج اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي"  نعم خروج الامام (عليه السلام) في ذلك الوقت ليس ضد الحاكم فقط، بل خروجه من اجل ان يصحي تلك العقول والقلوب التي ماتت او استميتت وتركت العزة والكرامة ولبست لباس الذل والاهانة، نعم خرج الامام (عليه السلام) ليقول لناس من اراد الخروج من ذل معصية الله الى عز طاعة الله، فليتقي الله.  اي ان احد مصاديق العزة والاباء هي مصداق التقوى واقامة حدود الله وثورة الحسين(عليه السلام) كانت هي الفاصل بين الكرامة باقامة تعاليم دينه والذلة في التماشي مع قانون الطغاة فكما ضحى امامنا الحسين عليه السلام بالغالي والنفيس، علينا اليوم ان نبذل كل جهدنا ونتكاتف للوقوف بوجه الهجمات الشرسة، التي يشنها علينا اعداء الاسلام والمسلمين، اكمالا لما كان يبتغيه اسلافهم وهو ازالتنا عن طريق العز والكرامة طريق السمو بمقام الانسان الذي كرّمه الله افضل تكريم وحمّله اعظم رسالة، رسالة العز والاباء رسالة السمو والكمال، فعدونا اليوم هو عدو الحسين (عليه السلام) في الماضي وهو عدو امام زماننا المرتقب(عجل الله فرجه )  مع اختلاف الاسماء والازياء والاساليب، فنراه دائما يتجدد في افكاره واساليبه لكي يستطيع اغراء اكبر عدد ممكن من شبابنا، نعم شبابنا فهم الهدف الاول والاخير لانهم مازالوا لبنة طرية تكسب الجديد بسهولة وتنجذب الى التغيير المستمر والملفِت للانظار، ولكن هيهات من ان ينالوا ذلك مادام في قلوبنا حرارة حب الحسين (عليه السلام) لن ينالوا مبتغاهم ولن يبعدونا عن ديننا الذي ضحى من اجله اعظم اناس خلقوا على وجه هذه الارض، فاطمة وابوها وبعلها وبنوها، فلنتكاتف شيب وشباب اطفالا ونساء لمحاربة كل من يريد بنا وباسلامنا الذل والهوان، ولنحاربهم بصدهم والتصدي لهم، كلٌ من مكانه، فبعدم انجرافنا مع ما يبثوه لنا من اخلاقيات غربية وعادات تشين للاسلام والمسلمين، وترسيخ قيمنا الفاضلة في كل معتركات الحياة هي سهم يصيبهم في الصميم، واقتداءنا باهل العلم والمعرفة من علمائنا الاجلاء هي صعقة قاتلة تدمر مبتغاهم فلنكن اما مع الكرامة او مع الذلة، والفاصل بينهما هو نحر امامنا الحسين(عليه السلام) فمن كان مع الحسين فليجسد حب الحسين ولا يبتغي سوى الكرامة في طاعة الله، ومن كان ضد الحسين فلينجرف الى مستنقع الذل والهوان الابدي ،نعوذ بالله تعالى من ذلك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك