المقالات

الانتخابات حرية الاختيار ام احادية القرار!؟


 

عمر الناصر ||

 

منذ وقت كتابة ألدستور وجميع ألقوى السياسية تفسر الكثير من المفاهيم والفقرات الدستورية حسب أهواءها وتطلعاتها وميولها السلطوية بما يخدم أهدافها الحزبية ، بعد ان مرت  كتابته بمخاض عسير جاءت في مرحلة أشبه ماتكون بالمرعبة في وقت كان ألارهاب القاعدي يضرب ادق مفاصل البلاد ،وكادت المهمة تكون شبه مستحيلة بأن يكون لنا دستور دائم وفق المبادئ الديموقراطية الحرة وحسب التحولات الجديدة التي حدثت بعد التغيير.

 وها نحن اليوم نمر بفتره تعد من اصعب الفترات ونسير بخط متعرج داخله اخطر المنعطفات التي قد تنزلق فيها البلاد لأوضاع لا يُحمد عقباها تزامناً مع تردي ألاوضاع السياسية والتوترات والتصعيد التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط بشكل عام ناهيك عن ماتمر له بعض الدول الاقليمية ومنها افغانستان من توترات سياسية لها الاثر الكبير والبالغ على مجريات الاوضاع لدينا ، في نفس الوقت بدأت فيه بعض احزاب الفشل والفساد ان تغيّر من جلودها و ايدلوجياتها الفكرية وتحاول اذابة نفسها مع بعض التيارات المدنية التي لم تشارك في العملية السياسية سابقاً لغرض أعادة جزءاً قليل من مياة وجهها التي فقدتها بعد ألانتخابات الماضية وبعد ان تخلت قواعدها الجماهيرية عنها كونها لم توفق ببرامجها السياسية ولم تكن جادة في التصدي للفساد الذي تغلغل في اغلب مؤسسات الدولة  .

وبعد أن أخفقت الطبقة السياسية في تقديم ابسط الخدمات للمواطن بات من الضرورة ان تكون الرؤية المستقبلية واضحة وغير ضبابية عكس ماكان يعتقده البعض في السابق، في وقت بدأت شريحة الشباب باتت تعي وعياً كاملاً واصبح لديها فهما مطلقاً ماهو حجم اللعبة السياسية وأين تكمن مواطن الخلل وفي أي ركن تقع سلبيات واخفاقات الاداء الحكومي والطبقة القابضة على السلطة ، من اجل محاولة فهم وتصحيح المشهد السياسي الحالي بجميع الوسائل القانونية المتاحة واعادة دعمه واسناده ، والعمل على بقاء ديمومته يكمن في تغيير ألتوجهات الفكرية وتكسير شرنقة الانعزال والانطواء السياسي والخروج من الاطار الكلاسيكي المستهلك ودعم من يمثل الاعتدال والوسطية تحت قبة البرلمان ليقوم بتقويم وتصحيح ألاخطاء الكارثية التي منيت بها العملية السياسية نتيجة ألاجتهاد الغير موفق في أدارة الدولة ، بألاضافه الى ذلك عجز ألاحزاب السياسية عن اعطاء استراتيجية واقعية جديدة او بديل سياسي مقبول لدى الجماهير او مشاريع واضحة تحاكي الواقع المتردي من اجل كسر معول التردي والتسقيط ومعالجة أخطاء الماضي الجسيمة  .

ان هذا الاداء الفاشل في الخدمات الصحية والكهرباء والمياة ومعالجة النفايات والاقتصاد المتردي وخرق السيادة جعل ألكثير من الناس يفكر بأن موضوعة ألانتخابات ماهي الا لعبة سياسية تديرها الكتل الكبيرة لغرض أستمرار ألسرقات من جهه ولاضفاء طابع الديموقراطية عليها من جهة اخرى والتي يعتبرها البعض بأنها محسومة سلفاً لحيتان النفوذ السياسي ولانهم رأوا نسبة المقاطعة او العزوف عن المشاركة الانتخابية الاخيرة كانت محبطة ومخيبة للامال فاعطت الضوء ألاخضر لبقية الأحزاب بتثقيف جماهيرها لغرض تشجيع انتخابهم مرة ثانية وبالتالي لم يحصل تغيير حتى وان كان نسبي من اجل دفع العملية السياسية الى ألامام. 

هنالك الكثير من الاراء تقول ان لاجدوى من ألانتخابات فهي نفس الوجوه ستبقى جاثمة على صدورنا شأنا ام ابينا ، ولكن المعادلة عكس ذلك تماماً فألتشققات وألتصدعات التي حصلت مؤخراً بين ألاحزاب ذات الالوان الطائفية سنية كانت ام  شيعية ماهي ألا نتاج المحاصصة السياسية المقيتة التي كرسها الدستور،  وهذا التفكك هو بارقة أمل لكبح جماح كل المشاريع التي تمزق الوحدة الوطنية التي هي في طريقها الى ألانهيار، واذا اردت ألتغيير عليك بحرية القرار في التعبير والاختيار ...

 

انتهى ...

 

عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

——————————————————————

خارج النص //  ألانتخابات في بعض دول العالم تعتبر مقدسة لما لها من تأثير في قلب الطاولة السياسية على على بعض الخصوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك