المقالات

معسكر الأنصار الوحيد الذي لم يُختَرَق

1146 2021-08-15

 

مازن البعيجي ||

 

هذه الخلاصة التي تمت تنقيتها من كل درن ودنس وشائبة، تلك الصفوة التي تمكنت من التحكّم بمواردها والطاقات لتكون جبهة أوقفت كل شيء لأجل المنهج المعصوم الذي آمنوا به عن بصيرة ويقين.

هم - الأنصار - مزيج وشرائح وطيف ٌشفاف مختلف ألوانه كأنهم الإنموذج الأمثل من كل مجتمع سوف تصل له قصة عشقهم والإباء، من الفقيه، والعالم، والعبد، والغني، والرومي، والمرأة والصبية الشابة،  والضاربة في العمر، ومن كل جنس حرّ أبيّ حينما يكون الجامع لهم الفداء الحقيقي والتضحية العملية، في ليلة قضوها يتجهزون الى زفة عرس يدفعون الرّشى يتسابقون على المنية بين يديّ قائدهم الأقدس الحسين "عليه السلام"هي ليلة العروج بالارواح وقد سبقت الأجساد،كانت طويلة قصيرة، طويلة لأنهم عشاق الشهادة ، وقصيرة لأنها ليلة عبادة عن يقين ولذّة في صومعة التحليق مع أنيس الروح "الحسين عليه السلام"

ولعل مشهد توجّس زينب الحوراء "عليها السلام" شاهد حينما دخل الحسين خيمتها ليسلّم عليها وهي تسأله: أخي حسين هل بلوت اصحابك؟ أي الأنصار، كلمة اطمئنان منها على وضع الحسين العسكري تحسبًا لغد يوم العاشر. سمع ذلك نافع وعرف منها أن قلبها غير مطمئن على أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" فذهب الى شيخ الأنصار حبيب يخبره بما أحسّ من قلب زينب ، وفي سكون ذلك الليل والقوم لهم دويٌّ كدويِّ النحل بين تالٍ للقرآن وراكعٍ وساجد، وإذا بحبيب يدق بندائه ساعة العشق وينادي الأنصار ليخبرهم حال زينب بنت علي "عليهما السلام" فتجمّع الأنصار والسيوف مقلَّدة العواتق ليقدّموا ما يسرّ قلب زينب "عليها السلام"، مشهدٌ ندَرت منه كل معسكرات الكون وخلت من أمثاله، لأنه ذلك المعسكر من إعداد الحسين "عليه السلام"وتنظيمه، ونقولها بضرس قاطع أنه المعسكر الوحيد الذي لم يُخترق ولم تستطع السفارة ولا آل سعود ولا حواضن الإرهاب من شركاء الوطن تلويثه والتمكّن منه!

معسكر خلا من اولئك المنتهِزون ومَن بإسم الحسين طلبوا الدنيا وزخرفها وتفاهتها وهم اصلا من  رافعي شعار الدين والإيمان الصوري والقشري، بل قد افعالهم هي من يجهز معسكر الحسين في ليلة الأنصار لمحاربتها غدا.

نعم معسكر أنصار الحسين، معسكر الوعي والبصيرة والولاء، معسكر ترك فيه زهير بن القين كل العقارات والمولات والكنوز والمناصب، بل وطلق زوجته ليلتحق بمن يمثل القرآن آياته والروايات وليس العكس!!!

معسكرٌ سيبقى يلتحق به كل من عرف معنى الحسين العالمي والشامل والذي لا تحدّه جغرافيا كما يردد بعض الببغاوات ممن فصَّل عقله على اتفاقية سايكس بيكو فخسر الدنيا والآخرة!! أنصار الحسين "عليه وعليهم السلام"هم من نزّه ساحتهم ونواياهم وصدقِ عقيدتهم لسان المعصوم عندما قال على الملأ:

(أما بعد: فأني لاأعلم أصحابًا أوفى ولا خيرا من اصحابي) وحسب هذا البيان لأفضلية هذه النخبة الخيّرة بحيث بلغوا درجة أن الإمام المعصوم الذي هو خامس أصحاب الكساء والذي نُقِش اسمه على ساق العرش في سابع سماء هو من نعتهم بذلك وأشهَدَ الأرض والسماء عليهم! فبأي حديثٍ بعد الحسين يؤمنون.

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك