المقالات

مصاديق كربلائية /٢ تنفيذ الوصية


رماح عبد الله الساعدي ||   امر اخلاقي وشرعي، فعلينا جميعا اداء تلك الامانة التي اؤتمنا عليها وكُلفنا بحملها على اختلاف حجمها وتباين اهميتها، فهي في اعناقنا حتى نؤديها او نوصلها الى صاحبها على الرغم من كل الظروف التي قد نمر بها، وعلينا عدم التهاون بأداءها، بل علينا التعجل بايصالها ان لمن تكن مشروطة بوقت او ظرف ، ومع الاسف الشديد تبرز لنا هذه الايام نماذج لا تعير للامانة اي اهتمام، وتراه تارة ينساها او يتناساها او يستخف بها، وهو لايعلم ما قيمة الامانة عند الباري عز وجل وعند الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) وعند اهل بيته الاطهار(عليهم السلام) ،وكيف ان الامانة حمل ثقيل ولايحملها الا الانسان المؤمن الصادق. نعم وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما بعث بالرسالة وكذبه المشركون ونعتوه بكل الصفات التي من شانها ان تنقص من شانه لكن لم يتجرأ اي احد منهم بنعته بالكذب او الخيانة، وذلك لانه عُرف عند الجميع بالصادق الامين منذ نعومت اظافره،  وما اشبه اليوم بالامس عندما ذكرنا حبيب قلوبنا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) نجد ما يتبادر الى اذهاننا كيف ان السيدة زينب (عليه السلام ) ادت الامانة وهي في اشد الظروف امانة حملتها عدة سنين ولم توصلها الا حين حان وقتها  حيث لما كان يوم عاشوراء وبقي الحسين وحيداً فريداً ، أراد أن يودع العيال ويمضي إلى القتال ، أقبلت إليه اُمّ المصائب وقالت له اخي اكشف لي عن صدرك وعن نحرك ، فكشف له الحسين عليه‌السلام عن صدره ، قبلّته في صدره وشمّته في نحره ، ثم وجّهت وجهها نحو المدينة صائحة : يا اماه قد إسترجعت الوديعة وأخذت الأمانة ، فتعجّب الحسين من كلامها فقال لها : أخية ومن الأمانة؟ فلندقق في هذه الفقرة ((أخية ومن الأمانة؟))فقد تفاجئ الحسين (عليه السلام) من ان هناك امانة له فهو لايعلم ماهية الامانة ومِن مَنْ؟   زينب (عليها السلام)رغم قربها من الحسين (عليه السلام) وخروجها معه لم تبح بالامانة ولم تلّمح بها ايضا واحتفظت بها لعدة سنين ولم تعطها الى صاحبها الا عند اكتمال شروطها  قالت : اعلم يابن اُمّ لمّا دنت الوفاة من اُمّنا فاطمة ، قربتني اليها وشمّتني في نحري وقبّلتني في صدري ، وقالت لي : يا بنيّة هذه وديعة لي عندكِ ، فإذا رأيتِ أخاك الحسين وحيداً فريداً شميه في نحره وقبلّيه في صدره. -سلام الله عليك يامولاتي كم كان عمرك وحملتي الامانة وكم مررتي بظروف قاسية لم تبوح بها الا حين  ان اوانها وكيف لا وانتي مدرسة شاملة لكل الاجيال- وعندما ادت الامانة توجهت الى مكان صاحب الامانة تخبره بانها ادت الامانة كم هو ثقيل حمل الامانة وكم يستريح الانسان عندما يوديها بكل تفاصيلها. وليست الامانة امانة مادية فقط بل الكلام امانة فعليك ان تكون أمينا في كلامك مع الاخرين، وانقل لهم الكلام الواقعي والحقيقي من المصادر الموثوقة،  فتارةً نرى تداول بعض الكلام الذي تراه مزخرف وجميل في الظاهر لكن تجد في طياته  اساءة الى بعض من الرموز والقادة الذين قادو الشعب الى بر الامان ومع الاسف ليس الكل منا واعي الى هكذا كلام والبعض الاخر تجد وظيفته  هو مجرد النقل دون ان يعلم انه علينا ان نكون واعين لما يبثه اعداؤنا من افكار سامة كمن يدس السم في العسل بعدة طرق وخاصة في طرق التواصل الاجتماعي وتراها انتشرت كالنار في الهشيم ونكون من حيث لا نعلم حققنا لعدونا ما يصبو اليه  .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك