المقالات

مصاديق كربلائية..عهد الوفاء /١


 

رماح عبد الله الساعدي ||

 

اتعلمون لماذا لم يقبل الامام العباس (عليه السلام) بان يحمله اخيه الحسين (عليه السلام) الى المخيم كباقي الشهداء والجرحى ؟

لان العباس (عليه السلام) اعطى عهدا للعيال بأن  يأتي بالماء لهم ويروي عطشهم،

هذا العهد فقط، جعله يرفض طلب اخيه وامام زمانه، بأن يحمله الى المخيم وان يودّع العائلة وبقي في الارض الحارة والشمس الملتهبة، كل ذلك لانه كان خجلا من ان يسمع الاطفال بعودة عمهم دون ان يجلب الماء، دون ان يفي بعهده،

فأختار الرمال الساخنة والشمس الحارة مضافة الى الآمه بدلا ان يرى نظرات العتب وخيبة الامل في عيون الاطفال عندما يرونه بدون الماء .

فهل نحمل شيء من هذا الشعور، وهو ان نخجل إن لم نفعل ما نقول؟

 مع الاسف الشديد نجد بعضنا اليوم يعطي وعود وعهود دون ان يعير اهمية الى وعده، ودون مراعاة الطرف الاخر الذي ينتظر ان يوفى له ما واعدناه،

 بل والابسط من ذلك ترى عدم اكتراث الى ابسط الامور وهي الالتزام بالمواعيد على اقل تقدير، وهذه ظاهرة اثرت الاثر السلبي على اكثر اعمالنا، واصبحت عادة سيئة واصبح التسويف شيء عادي ووصل الامر الى التسويف في وقت الصلاة اليومية فلا يكترث البعض منا الى اهمية اقامة الصلاة في وقتها وتجده يستمع الى نداء المنادي للصلاة وهو يكمل حديثه الدنيوي مع صديق له مباشر كان او عبر الهاتف، ففضل حديث الاخرين على حديثه مع الباري عز وجل وغالبا ما يكون الكلام في امور دنيوية ليست ذات اهمية، اذا لم تكن فيها شيء من الغيبة وسيرة الاخرين،

  نحن يامن نسمي انفسنا " كربلائيون " لماذا غاب عنا هذا المثل العظيم الذي جسد لنا معنى الوفاء بالوعد والعهد، ألم يؤدي الامام الحسين (عليه السلام) هو ومن معه نداء ربه للصلاة والاعداء تحيطهم من كل جانب، ولم يكترث ؟

أتعلمون لماذا ؟

لان سبب خروج الامام الحسين (عليه السلام)  هو الاصلاح حيث قال عليه السلام ((لم اخرج اشرا ولا بطرا، انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي)) ولا اصلاح لامة لا تعير اهميةً للعهود الالهية.

فائمتنا يعطونا الدروس والعبر التي من ضمنها  ان دون الموت لا مبرر لعدم الوفاء بالعهد مادام بستطاعتنا ان نؤديها بشرطها وشروطها وان لم نستطع فعلينا عدم اعطاء الوعود والعهود للاخرين مادمنا نعلم ان ذلك ليس باستطاعتنا، نعم مادمنا  مؤمنين ومنتمين لمدرسة العز والاباء، مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) فعلينا ان نفعل ما نقول، ولنعلم علم اليقين اننا في مدرسة كبيرة يتعلم فيها الصغير من الكبير، فانت قدوة لمن دونك سنا او منزلة،

 نعم انت قدوة ومدرسة ومنهاج يتبعك من يصغرك سنا او ربما من هو بعمرك ويريد ان يصبح مثلك فاتخذك مثلا اعلى فكن مصداقا للوفاء بالعهد كما كان امامنا العباس بن علي (عليه السلام) في كربلاء تطبيقا لحكم الباري عز وجل  وشريعته فقد قال  في كتابه العزيز ((وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤلا))"الاسراء اية 34"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك