المقالات

الفتح يدفع فاتورة تضحياته!!

1495 2021-08-10

 

محمد العيسى ||

 

ما ان وضعت الحرب أوزارها على داعش حتى بدأت الماكنة الإعلامية الصفراء الغربية والعربية والداعشية على حد سواء بعملية منظمة لتسقيط قادة ورموز تحالف الفتح ،فحولت هذه الماكنة اللعينة ،قادة الفتح ومكوناته من مجاهدين استبسلوا في الدفاع عن الوطن والمقدسات وقدموا آلاف الشهداء إلى عملاء ومأجورين ولصوص .

وبالحقيقة أن ذلك لم يكن مستغربا ،فالغرب وامريكا على وجه التحديد والعرب والسعودية على وجه التحديد ،هم أصحاب مشروع خلق الأزمات في العراق ،بصنع التنظيمات الإرهابية ودعمها وتمويلها من أجل ايجاد أجواء من التوتر في العراق وصولا إلى الغاية الرئيسية من أجل السيطرة على هذا البلد عسكريا أو سياسيا .

أقول لم يكن مستغربا حقا هذا الدعم من قبل امريكا وبعض الدول العربية لحالة الفوضى الأمنية والارباك السياسي لكن المستغرب في ذلك أن تنطلي هذه الخدعة على قطاعات كثيرة من العراقيين  فباتوا مثل الببغاوات يرددون ماتخطط له الدوائر الإستكبارية دون وعي وإدراك ،بل مايدمي القلب حقا أن يكيل بعض العراقيين السباب والشتائم والالفاظ البذئية على قادة النصر حسب ماوصفتهم المرجعية الدينية العليا ،بل والانكى من ذلك ،فان اعداد غير قليلة من العراقيين باتت تشمت باستشهادهم ،وكانهم قد ماتوا في نزهة .

ولم يكن هذا الأمر مستغربا أيضا ولكن المستغرب حقا هو هذا الانقلاب المفاجىء في توجهات الناس وميولاتها إذ أنهم باتوا يحملون الفتح مسؤولية كل ماحل ويحل بالعراق ،وكأن الفتح مسؤولا عن ملف الكهرباء وزيادة صرف الدولار مقابل الدينار ،وعدم إعادة المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي ،وعدم تبليط شارع هنا. وهناك ،وهذا ماتريده تماما الماكنة الإعلامية المحرضة ،اذ أنها وجدت في العراقيين أرضا خصبة لتمرير اجنداتها .

جهل بعض العراقيين ساهم بشكل مباشر في نشر هذه التصورات ،اذ أنهم بجهلهم وسعوا دائرة الجهل ورقعته ،فاصبح الحديث معهم منفرا ومقرفا إذ أنه لا يكاد يفهم اي معادلة سياسية ويصم أذنيه عن كل رأي وفكرة مغايرة ،وليته أصيب بالجهل المركب مرة واحدة ،بل أنه أصيب به مرات .

ما يهمنا من الأمر هو التحذير من الانسياق خلف اللافتات الأمريكية وادواتها وابواقها الإعلامية المسمومة فهي وراء كل المصائب في تخريب البنية الفكرية والثقافية للعراقيين وثم تأطير ذلك بحملة إعلامية مكثفة ومركزة لقلب الحقائق وتزييف الواقع،وان الحقيقة الأسمى التي لابد أن يعرفها العراقيون هي أن الذين ضحوا من أجل وطنهم وشعبهم ومقدساتهم ،هم الاولى بقبول الناس ورضاهم ،وان انسياق الآخرين وراء الماكنة الإعلامية المعادية هو بمثابة رصاصة الرحمة على أي أمة استسلمت لاعدائها دون مقاومة ،وما من أمة انهزمت الا ويكون الإعلام المعادي أحد أهم اسباب هزيمتها ،ففي معركة صفين لم تكن ماكنة معاوية العسكرية  اشد بأسا وقوة من ماكنة الامام علي ع ولم يكن معاوية بادهى من الامام علي ع ،ولكن الامام علي خذله قومه وجيشه بعد أن استسلم وانخدع بماكنة معاوية الإعلامية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك