المقالات

عندما نكسر زجاج الثقة!

1384 2021-08-09

 

مازن البعيجي ||

 

تلك الزجاجة الرقيقة والشفافة التي لا نكاد نراها لدقتها، والتي نستدل عليها بمنعها الهواء الفاسد والضار أن يدخل الى نظام حياتنا التي لا تصمد بحال حال كسرها - الزجاجة - أو اصابتها بالتشعب وتخريب منظهرها وتشويهه!

ولنعبر عنها بالثقة المتبادلة بين أي علاقة ضرورية لحياتنا كما العلاقة الأسرية والزوجية، وعلاقتنا فيما بيننا من مسلمين أو مؤمنين، وهي في كل ذلك وغيره لها دور عظيم تلك الثقة في إنجاح أمورنا وسكون العلاقات بيننا، ولعل "العلاقة الزوجية" من أهم تلك الأمور التي تدافع تلك الكتلة الشفافة الزجاجية عنها لتعيش دون أي رياح ضارة شيطانية تعكر مزاج بناة الأسرة ومن بيدهم مِقود الحياة الهادئة والهادفة وذات البعد الفلسفي في اختيار طريق آمن للوصول كأفراد وكمجموع بعيدا عن صراع ما يخلّفه كسر ذلك الزجاج المهشّم!

ولك أن تعرف كم أسرة تهدّمت لها قلاع وتناثرت لها أشلاء بعد أن انكسر حاجز الثقة وتبعثر الاطمئنان بينهما ليصبح الشك والطعن وعدم الوثوق الذي يبدأ ككرة الثلج المتدحرجة من أعالي الجبل صغيرة لتصل الى قوة تقتلع وتلف من هم تحتها دون حتى رؤياهم بعد ذلك!

وعدم معرفتنا بأهمية هذا الجدار الرقيق الهشّ هو أول خطر يهدّد العلاقة كيفما كان نوع او مرتبة العلاقة!! وعدم الصبر لنا على تعلّم المحافظة على هذه القلاع الحصينة هو وضع قنبلة موقوته تهدّد كيان تلك العلاقة وتتحكم بفنائها، وكم انفجرت تلك على أسر وازواج وعلاقات وكانت الضحايا بالآلاف واكثر!

من هنا لا يجب علينا نحن شركاء الحياة زوج وزوجة، أب واسرته، أم وما تحت يدها من اولاد وزوج وهكذا، أن تفعل صاعق ذلك الانفجار الذي كلما اردت نموذجا حاضرا تراه، ما عليك إلا المرور بباب محكمة الطلاق والفراق والتباعد لترى كم على رصيف العلاقات ذات التاريخ الطويل والسمر الجميل تئنّ من جراء عدم الحفاظ على ذلك الجدار ومعرفة قيمته وكيفية الحفاظ عليه حيث كل شيء متوقّف على الثقة!

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك