محمد العيسى ||
لم يكن في أدبيات التيار الإسلامي بكل أشكاله واتجاهاته مايشير إلى مفهوم
الديمقراطية
،بل لم تكن الديمقراطية مطروحة ومؤكدة في النص القرآني والسنة النبوية ،كلما ماهنالك أن هناك إشارة بسيطة إلى مسألة الشورى ،ويؤكد المفسرون أن الشورى هنا تعني الاستئناس بالراي وليس الإلزام والدليل على ذلك ،مانصت عليه نفس الآية الكريمة (فإذا عزمت فتوكل) أي أن الله تعالى ترك القرار للرسول ليحدد فيه المصلحة من سواها .
هذا الأمر بطبيعته يلقي ظلالا كبيرة على مفهوم الديمقراطية التي تعني حكم الشعب للشعب ،والتي تعد من أبرز المفاهيم التي استوردها المسلمون من الغربيين ،دون أن يكون للإسلاميين رأيا فيما يخص هذا المفهوم :هل هو مفهوم قيمي أو هوية أخرى تضاف للهوية الإسلامية ؟ ام أنه مجرد آلية للتبادل السلمي للسلطة؟ومهما يكن الجواب لهذين التسائلين فإن هناك خلطا واضحا في طبيعة فهم النموذج الغربي لمعنى الديمقراطية ،فاصبح الفهم السائد لدى عموم الناس أن الديمقراطية تعني الحرية باعلى مستوياتها المشروعة وغير المشروعة،وان الهوية الديمقراطية هي البديل الامثل للهوية الإسلامية ،وهذا خلل يجب أن نؤشره بكل قوة .
غابت الدولة ،وسيطرت التكتلات المجتمعية على الشارع دون الدولة ،وانتشر الفساد،واندثرت القيم ،وهذا كله يعود إلى الفهم الخاطىء لمعنى الديمقراطية ،ولم يبق من موروثنا القيمي الابما استطاع أن يحافظ عليه مراجعنا العظام ،فاختلت الموازين ،وهذا كله يعود لطبيعة فهمنا للديمقراطية ،،الذي اسسس لمرحلة خطيرة لم يعهدها الناس ولا رجال السياسة ،طبعا مع ملاحظة أن هذا البيئة بلاشك سوف تكون بيئة مناسبة لانتعاش الفساد بسبب غياب الشفافية والوضوح بالرؤية الذي يجر إلى،فقدان الأمن والرقابة والمحاسبة الصارمة .
خلاصة القول إن طبيعة فهمنا لمفهوم الديمقراطية هو مااحدث هذا الشرخ الهائل في جدار الثقة بين الناس والسلطة ،لاان آلية التبادل السلمي للسلطة هي من جرت على العراق كل هذه الويلات ،وعليه فإن أفضل الطرق واسهلها للوصول ،الى سلطة قوية،مقتدرة تكون قادرة على تفكيك كل هذه الثنائيات ،هي باختيار من تنطبق عليهم معايير النزاهة والوطنية والقوة والشجاعة ،مع الاحتفاظ بالهوية الإسلامية ،والالتزام بمعاييرها ،حتى لايكون الخلط مثابة جديدة لانهيارات قادمة لاسمح الله.
https://telegram.me/buratha