المقالات

الإسلاميون والخيار الديمقراطي!!

1511 2021-08-06

 

محمد العيسى ||

 

لم يكن في أدبيات التيار الإسلامي بكل أشكاله واتجاهاته مايشير إلى مفهوم

الديمقراطية

 ،بل لم تكن الديمقراطية مطروحة ومؤكدة في النص القرآني والسنة النبوية ،كلما ماهنالك أن هناك إشارة بسيطة إلى مسألة الشورى ،ويؤكد المفسرون أن الشورى هنا تعني الاستئناس بالراي وليس الإلزام والدليل على ذلك ،مانصت عليه نفس الآية الكريمة (فإذا عزمت فتوكل) أي أن الله تعالى ترك القرار للرسول ليحدد فيه المصلحة من سواها .

هذا الأمر بطبيعته يلقي  ظلالا كبيرة على مفهوم الديمقراطية التي تعني حكم الشعب للشعب ،والتي تعد من أبرز المفاهيم التي استوردها المسلمون من الغربيين ،دون أن يكون للإسلاميين رأيا فيما يخص هذا المفهوم :هل هو مفهوم قيمي أو هوية أخرى تضاف للهوية الإسلامية ؟ ام أنه مجرد آلية للتبادل السلمي للسلطة؟ومهما يكن الجواب لهذين التسائلين فإن هناك خلطا واضحا في طبيعة فهم النموذج الغربي لمعنى الديمقراطية ،فاصبح الفهم السائد لدى عموم الناس أن الديمقراطية تعني الحرية باعلى مستوياتها المشروعة وغير المشروعة،وان الهوية الديمقراطية هي البديل الامثل للهوية الإسلامية ،وهذا خلل يجب أن نؤشره بكل قوة .

غابت الدولة ،وسيطرت التكتلات المجتمعية على الشارع دون الدولة  ،وانتشر الفساد،واندثرت القيم ،وهذا كله يعود إلى الفهم الخاطىء لمعنى الديمقراطية ،ولم يبق من موروثنا القيمي الابما استطاع أن يحافظ عليه مراجعنا العظام ،فاختلت الموازين ،وهذا كله يعود لطبيعة فهمنا للديمقراطية ،،الذي اسسس لمرحلة خطيرة لم يعهدها الناس ولا رجال السياسة ،طبعا مع ملاحظة أن هذا البيئة بلاشك سوف تكون بيئة مناسبة لانتعاش الفساد بسبب غياب الشفافية والوضوح بالرؤية الذي يجر إلى،فقدان الأمن والرقابة والمحاسبة الصارمة .

خلاصة القول إن طبيعة فهمنا لمفهوم الديمقراطية هو مااحدث هذا الشرخ الهائل في جدار الثقة بين الناس والسلطة ،لاان آلية التبادل السلمي للسلطة هي من جرت على العراق كل هذه الويلات ،وعليه فإن أفضل الطرق واسهلها للوصول ،الى سلطة قوية،مقتدرة تكون قادرة على تفكيك كل هذه الثنائيات ،هي باختيار من تنطبق عليهم معايير النزاهة والوطنية والقوة والشجاعة ،مع الاحتفاظ بالهوية الإسلامية ،والالتزام بمعاييرها ،حتى لايكون الخلط مثابة جديدة لانهيارات قادمة لاسمح الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك