محمد العيسى ||
لسنا بصدد الانتقاص من أي كيان حزبي ينوي المشاركة في الانتخابات المبكرة ،ولكننا نقرأ الاشياء من برامج تلك الكيانات ،فتحالف الفتح لم يترك شاردة وواردة الاواكدفيها على مفهوم السيادة الوطنية ،وضرورة اخراج المحتل من العراق بعد أن اطرهذا المطلب بتخويل شعبي عبر التصويت باغلبية البرلمان على وجوب اخراج القوات المحتلة من العراق الذي يجب أن تقوم الحكومة العراقية بتفيذ هذا القرار دون اية مبررات لتأخير تنفيذه ،وبذلك فإن تحالف الفتح يتطلع إلى مستقبل يبتعد فيه العراق عن أية هيمنة ،عسكرية ،اواقتصادية ،اوسياسية،
أو أمنية ،اوثقافية ،وهو يدرك تماما أن استقلال العراق ،وحمايته واعماره لايتم مالم تتحرر الأرض التي يتحكم بمقدراتها المحتل فضلا عن أن الفتح قد اعتبر خروج المحتل من أولوياته لتنفيذ برنامجه الانتخابي ،وهذا الأمر يعد بداية لتنمية اقتصادية وعمرانية شاملة لكل مفاصل الحياة في العراق .
فالمحتل بنظر الفتح هو السبب وراء التخلف الاقتصادي والخدمي والتراجع الأمني والتشظي السياسي في العراق ، ويبرهن على ذلك بمستوى الانهيار الذي حل بجميع مرافق الحياة في العراق بعد ثمانية عشر عاما من الإحتلال ،وكلما اراد العراق أن يستقل بقراره وان يخطو خطوة إلى الأمام على المستوى الخدمي والاقتصادي والامني الاوجوبه
بمزيد من المؤامرات والمشاكل التي يحيكها المحتل من أجل إبقاء هذا البلد تحت نير هيمنته ،ولعل أوضح مثال على ذلك هو ماحصل خلال فترة حكم الدكتور عادل عبدالمهدي والتي أشرت بشكل واضح أن هناك مؤامرة كبرى استنفرت الشارع العراقي من أجل إسقاط تلك الحكومة الفتية بعد إعلانها الاتفاق مع الصين على جملة من البرامج الاقتصادية والخدمية من أجل النهوض بالعراق ،وقد انساق الكثير مع تلك الفتنة التي لولاها لتغير شكل العراق وتطور في جميع الأصعدة .
وعلى هذا فإن أي مشروع أو برنامج انتخابي لايمكن أن يكلل بالنجاح مالم يكن هناك استقلالية تامة لدى صانع القرار العراقي ،كما يحصل ذلك في دول مجاورة ،فالجمهورية الإسلامية رغم الحصار الأمريكي المقيت الذي تتعرض له ،فهي تتقدم بخطوات اقتصادية راسخة وثابتة ،ولاتتعرض لانتكاسات حادة مثلما يتعرض له العراق ،من نقص الخدمات وغيرها..
عموما نحن ندرك أن ازدهار اي شعب ونمو اي بلد لايتحقق مالم يتخلص من تبعيته للمحتل ،والتبعية لها أشكال متعددة ،نرجو أن لاتكون التبعية الثقافية أحد أبرز أشكاله في الوقت الحالي ،فهذا الامريتوقف على مدى وعي الشعب العراقي الذي نأمل أن يكون أكثر حذرا ووعيا لما يخطط له الشيطان الأكبر.
https://telegram.me/buratha