المقالات

العراقيون أمام أشرس حملة ثقافية هدامة!!

1376 2021-08-04

 

محمد العيسى ||

 

لايخفى على احد ان اثار الغزو الثقافي هي أشد وطأة من تأثيرات الغزو العسكري .

فالغزو العسكري ربما يوحد الشعوب لمواجهته ،وهنا تكون المقاومة والجهاد معلما بارزا وشاخصا للانضواء تحت رايته من أجل طرد المحتل ،وقلما تنخدع الشعوب في هذا النوع من الغزو ،فالعدو واضح ولامناص من المقاومة من أجل دحره وتخليص الاوطان منه،فالفطرة الإنسانية لاتميل بالمرة أن يحتل الأعداء ارض وديار الشعوب وبالتالي فإن النهوض من أجل مقاومته ودفعه يعد أمرا فطريا أيضا ،اما الغزو الثقافي فهو  شبحي غير واضح المعالم يتسلل إلى الشعوب خلسة فيغير المفاهيم ويستبدل القيم والأخلاقيات بأخرى منحطة ،فمثلا يحول مفهوم الشجاعة بنظر الآخرين إلى مفهوم اخر لايتعلق به تماما بل يحوله إلى النقيض كأن يخلق انطباعا لدى عامة الناس أن الشجاعة تعني هنا التهور والاستهتار ،ولايقف عند هذا الحد فيقلب الحقائق في فهمنا وادراكنا لمفهوم المقاومة فيحولها من مفهوم فطري ووجداني وقيمة إنسانية عليا إلى مفهوم غريب ومضاد للحقيقة ،كأن يحول المقاومين بنظر الناس إلى عصابات تمتهن الجريمة والإرهاب وفي العراق هنا الصورة واضحة،فلطالما تحولت التسميات بين ليلة وضحاها إلى تسميات مخالفة للواقع ،

فتحول الابطال المقاومون الذين حرروا الأرض من براثن داعش إلى ميلشيات تعبث بأمن العراق ومقدراته ،بل وصل الحد إلى اتهام فصائل المقاومة باي جريمة تحدث في هذا البلد .

هنا نتسائل الم تشكل فصائل المقاومة مؤسسة الحشد الشعبي ؟فلماذا تغيرت التسمية وكيف استطاع الإعلام الغربي أن يخدع العراقيين بأن هذه الفصائل تختلف تماما عن الحشد ،؟   أن هذه الخديعة انطلت على العراقيين وأخذوا يخلطون بين التسميات ،بل أصبحوا يزدرون من اسم المقاومة التي هي عنوان الشرف والتضحية والاباء ،فلاكرامة لاي شعب بدون وجود مقاومة باسلة تضحي من اجل وطنها وشعبها ،ولذا فإن الغزو الثقافي هنا كان يركز على تحويل المفاهيم إلى أخرى متضادة ومتناقضة وقد نجح إلى حد كبير في هذا الأمر هذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار الأسلحة الأخرى التي استخدمها ،والتي لاتقل خطورة عن سلاح تبديل المفاهيم كأبعاد الناس عن الدين والقيم الاجتماعية وتمييع الشباب وإثارة النعرات والفتن الطائفية ،وجر الناس إلى صراع نوعي ،والايحاء بأن الحضارة الغربية هي الحضارة الاكثر سموا وأصالة ،كل ذلك من أجل هدف واحد وهو إعادة رسم خارطة جديدة لشرق أوسط جديد تهيمن عليه الإرادة الغربية والأمريكية على وجه التحديد .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك