المقالات

الإعلام وقطيع الأغنام..!

1637 2021-08-03

 

قيس النجم ||

 

علينا ان ندرك جيداً بإن جمال الإعلام ورونقه وبهاءه، لا يدخل قلوب الناس إلا بالكلام المكنون، والجوهر المصون، وهذا نابع من إعلاميين تخرجوا من مدرسة العلم والمعرفة، والمسارات المهنية الرصينة، وأصبحت عقولهم قادرة على التعامل مع المتلقين، وعلى مختلف مستوياتهم وإتجاهاتهم دون تفرقة، ويتطلب ذلك جهدا مهنيا مميزاً، وإعلاميا مثقفاً يدرك ويقدر الأمور الإنسانية، و يؤطرها بإطار التآخي والمحبة، وزرع الوحدة، ونبذ الفرقة بما يخدم الناس.

نحن بحاجة في بعض الأحيان، إلى لغة تعتمد السخرية، والخروج من إطار الجدية، ولكن يتعين ألا تكون هذه اللغة  ديدننا، أو منهجنا الدائم، أو دستور، لأنها ستكون كارثة إعلامية، لا يحمد عقباها.

الرسالة يجب أن تصل للناس والفكرة، لابد منها الصمود وعدم التمزق، لتبقى مترابطة حتى يستوعبها المتلقي والقارئ، لأنها تدل على حرفنة الكاتب والإعلامي في مهنته، ويجب عليه بأن يكون المرآة، التي تعكس قبح الأميين في الإعلام، لينهض بأدواته نحو الجودة والرقي والعمق والإبداع، وهم في أغلب الأحوال أولئك الرجال، أصحاب الكلام المكنون الشرفاء والنبلاء، والمحبين للعراق الموحد، ليكون إعلامنا الهادف مفتاحاً لكل المعرفة.

الإعلام الأمي مسار خارج المهنية، وبخروجه عنها يرسم إطاره الخاص به، وهو إطار شاذ ولكنه سيصبح لاحقا واقعا يفرض سطوته على المتلقين، ليكون أداة بيد الفاسدين والسراق، ممن يحسبون على ساسة البلد، وهذا الامر لابد من فضحه، فالإعلامي المرتشي اخطر من السياسي الفاسد، لان المسؤولية الكبرى تقع على الاعلام ودوره في إظهار الحقيقية، وعدم تسويفها كي تصل للناس كما هي: غير مؤطرة بإطار النزاهة رغم فسادها!

هناك بعض الاعلامين كقطيع الأغنام، همهم هو الاستفادة من قلمهم ومعرفتهم واسمائهم، عندما يعرضون ضميرهم للبيع الى من يدفع أكثر، وهذا أمر جلل، لذا علينا فرض رقابة على الضمير الإعلامية، الذي بات ضعيف لدرجة تم اختراقه من المتطفلين على الإعلام.

ختاماً:  علينا أن نكون أكثر وعياً، مما نشهده من أساليب ملتوية، لدى بعض الإعلاميين من خلال نقلهم الإخبار الكاذبة، وزرع الكراهية في قلوب الناس، عن طريق إعلامهم المسموم في تأجيج الفتن، ولغة المذهب والدين، مما ولد شرخاً كبيراً بين أطياف الشعب، وكذلك تعاملهم في سرد الإخبار والمقالات بألفاظ بعيدةً عنا وعن إرثنا الثقافي.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك